جدة البلاد لا تزال الرواشين تقف باطلالتها على عدد من مباني مدينة جدة ، كشاهد على طراز معماري انصهرت فيه ثقافات عربية وعثمانية و فارسية ، بحكم موقع مدينة جدة الجغرافي الذي جعلها بوابة للحرمين الشريفين، فيما جاءت تسمية روشان كتعريب للكلمة الفارسية روزن، والتي تعني النافذة لو الشرفة، ومع الوقت اطلق اسم الرواشين على الألواح الخشبية البارزة التي تستخدم في تغطية النوافذ والفتحات الخارجية. وتعتبر الرواشين إحدى السمات المعمارية البارزة في جدة خاصة في الأحياء القديمة منها، ورغم انحسار صناعة الرواشين بسبب تأثير الحياة المعاصرة، إلا انه في ظل عودة الاهتمام بمنطقة جدة التاريخية بعد تسجيلها كأحد مواقع التراث العالمي، اعيد الاهتمام لهذا الطراز المعماري الجميل، حيث شهدت الكثير من المباني إعادة ترميم لرواشينها ليستعيد هذا الطراز مكانته الجميلة ونضارته. يقول الاستشاري الهندسي، الدكتور نبيل عباس، إن صناعة الرواشين ظهرت في جدة، في عهد الدولة العباسية إلا انها ازدهرت في العصر العثماني، حيث انتشرت انتشارا شبه كامل في مدينة جدة، مشيرا الى ان استخدامها تجاوز البيوت السكنية ووصل إلى القصور والمباني العامة كدور الإمارة والمستشفيات، سيما أنها أثبت فعالية كبيرة في الوصول إلى بيئة داخلية مريحة بالرغم من الحرارة الشديدة. وقال عباس، إن الرواشين كانت تأتي من الهند وساحل افريقيا الشرقي، والملايو، وكانت مخرمة على شكل نقوش وأزهار، لكن مع الوقت صارت الرواشين تصنع محليا في جدة ومكة، وساهمت هذه الصناعة المحلية في تغيير شكلها وطبيعتها، حيث تميزت رواشين جدة عن غيرها بانها الأكثر ارتفاعا واكبر حجما، وكانت تمتد وتتواصل من الطابق الأرضي وحتى الأدوار العليا فتغطي واجهة المنزل بأكمله. مرتبط