بالأمس قصصت عليكم حكاية والدتي رحمة الله عليها عندما دخلت عليها في المنزل وانا قادم من المدرسة ووجدتها تبكي ..وبعد عناء طويل عرفت ان والدي رحمه الله ترك عمله واضطر ان يبيع المفرشة العزيزة علي نفسيهما ايام عرسهما حيث كانت جزءا من (الدبش) كي يصرف علي البيت ونفقاته. ولكن اليوم.. وبلغة العصر .. سوف لا نضطر لبيع مقتنياتنا من الاثاث والاجهزة والمجوهرات ..اذا ما نحن سلكنا طريق اقتصاد المعرفة وبالتالي ستتغير الاحوال وستكون هناك عناصر مختلفة لهذا الاقتصاد وهي المعلومات والتكنولوجيا والزمان … لقد مرت البشرية بموجات اقتصادية اولي وثانية .. والثالثة ..التي نحن نخوض غمارها الان انها ( اقتصاد المعرفة) وثروة هذا الاقتصاد ليست الذهب والدولارات والبترول .. كما كان في الماضي بل هي ( المعلومات) انها ثروة العصر .. والمدهش في هذا الموضوع انك انت وانا وكل انسان منا يحمل في طيات جسده كما هائلا من المعلومات وبالتالي يصبح مصدرا لها وهي ثروته المتقدة التي لا تنفذ ..ولا تغادره طوال حياته. فظفرك يحمل ثروة هائلة من المعلومات ..وخلاياك .. وشعر راسك وجسدك .. وانفاسك ..ولعابك ..وخلجاتك وانفعالاتك ..ودموع عينيك ..ودقات قلبك ومخرجاتك .. وهورموناتك ..وكهرباء وكيمياء مخك .. وغيرها الكثير مما يحمله جسدك من مكونات غنية بالمعلومات التي تحتاجها الشركات والمصانع حيث تقوم بشرائها منك لاستخدامها في صناعة الادوية ومساحيق التجميل .. الخ ..وتدرس عن طريقها سلوكك كمستهلك .. وتقرر احتياجاتك .. فستكون هذه المعلومات بمثابة مدخلات المعامل والمختبرات ومراكز الابحاث لكي تعيد تشكيل منتجاتها بحيث يصبح الانتاج متفردا يخص كل عميل بذاته ووفق متطلباته واحتياجاته الشخصية. انها الدهشة ..والطفرة .. والثروة .. التي ستجنيها من بيع معلوماتك الشخصية لتلك الشركات والمعامل والتي ستحصل عليها عن طريق التكنولوجيا المرتبطة بك عن طريق انترنت الاشياء وتقنيات الاجهزة الصحية الملبوسة من ملابس واكسسوارات وغيرها. انني ادعو ابناءنا واحفادنا والاجيال القادمة ان يطمئنوا .. فهم انفسهم سيكونون ثروات متحركة لديهم استثمارات ودخول غير اعمالهم ووظائفهم.. انها فرص الثراء في القرن الواحد والعشرين. كانت اجيالنا تقول ان الثراء الحقيقي هو في داخل النفس البشرية .. وانا اقول لقد تحققت مقولة اجدادنا فان الثراء هو في دواخلنا ..ولكن بمفهوم العصر. مرتبط