رابغ - شاكر عبدالعزيز وبخيت الزهراني تصوير - مازن الضمدي .. نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - افتتح صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة امس أعمال الدورة السابعة والعشرين لمجلس التفاهم العالمي وذلك بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية بمحافظة رابغ . وكان في استقبال سموه لدى وصوله إلى مقر انعقاد الدورة معالي الرئيس المنظم للدورة العضو المشارك عبدالعزيز القريشي ومعالي محافظ الهيئة العامة للإستثمار عمرو بن عبدالله الدباغ وعدد من المسئولين . وقد أقيم حفل خطابي بهذه المناسبة بدئ بتلاوة آيات من القرآن الكريم . ثم القى رئيس وزراء السويد السابق الرئيس المساعد لمجلس التفاهم العالمي انجفار كارلسون كلمة أعرب فيها عن شكر المجلس لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود لموافقته - حفظه الله - على استضافة ورعاية هذه الاجتماعات .وقدم كارلسون نبذة مختصرة عن مجلس التفاهم العالمي كما قدم أعضاء المجلس للحضور. ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل كلمة عبر فيها عن سعادته بافتتاح أعمال مجلس التفاهم العالمي نيابة عن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ، كما رحب فيها بأعضاء المجلس والحضور . وقال" يشرفني نيابة عن سيدي خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن أعلن عن افتتاح هذا المؤتمر في دورته السابعة والعشرين لمجلس التفاهم العالمي ، وأنني بهذه المناسبة أرحب بأصحاب الفخامة وأصحاب المعالي والسعادة ضيوفنا الكرام الذين توافدوا من كل مكان في العالم للاجتماع في هذه البقعة المباركة بقصد شريف ولتحقيق أماني إنسانية تتركز على ما ينبثق من عقولهم من أفكار تخدم البشرية وتسعد الانسان على هذه الأرض".وأضاف سموه أن الاجتماع يعقد اليوم على أرض مشروع مبادرة من مبادرات خادم الحرمين الشريفين التي دأب على إطلاقها بين الفينة والأخرى خدمة لإنسان هذه البلاد وللإنسانية جمعاء. وليس أدل على ذلك من مدينة الملك عبدالله الاقتصادية وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية". وبين سمو أمير منطقة مكةالمكرمة أن خادم الحرمين الشريفين يسعى جاهداً لتصل هذه البلاد وإنسانها إلى مستوى العالمية والبدء دائما يكون بالانطلاقة المحلية ، فقد فعل ذلك حين أسس انطلاقة كبيرة تنقل الانسان من المحلية إلى العالمية إيمانا من هذه البلاد وإنسانها لأن الحضارة إنما هي حضارة انسانية وليست شرقية أو غربية، وإنما هي حضارة واحدة تنتقل من أمة إلى أمة ومن أرض إلى أرض، وأنتم تتحملون عب مسئولية القيام بها ". وعبر سموه عن تقدير المملكة لمجلس التفاهم العالمي لإتاحته هذه الفرصة للمملكة لاستضافة اجتماعاته على أرضها لتشارك حكومة وانسانا في التأثير على مسار الحضارة الإنسانية في هذا العصر المتقدم متمنيا سموه للمشاركين التوفيق والسداد. بعد ذلك، ألقى المستشار السابق لجمهورية ألمانيا الاتحادية، الرئيس الفخري لمجلس التفاهم العالمي هيلموت شميت، ، كلمة وصف فيها المملكة العربية السعودية بأنها دولة مهمة وأنها من اهم الدول الاسلامية، ومن الدول القليلة المعتدلة في منطقة تتزايد فيها النزاعات. وطالب مجلس التفاهم العالمي بدعوة المملكة إلى مؤتمرات القمم الاقتصادية، كما رحب بدعوتها إلى واشنطن ولندن. ورحب كذلك مع العالم، بالطروحات الاصلاحية الحالية لخادم الحرمين الشريفين. وأعرب، في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة ال27 للمجلس، عن سروره، وأعضاء مجلس التفاهم العالمي، لتواجدهم على أرض المملكة، معتبرا هذا التواجد فرصة لتعلم أمر جديد حول المملكة. وتناول في كلمته الأزمة المالية التي يشهدها العالم حاليا، فشدد على أن التوسع المالي والنقدي، فقط، لن ينشط الاقتصاد العالمي إلى الدرجة المطلوبة، مشيراً إلى أن هناك خطرا كبيرا يتمثل في التضخم في المستقبل عند تجاوز الأزمة الراهنة. كما أن هناك خطرا أكثر إلحاحا، وهو أن تجد دولة ما نفسها عاجزة عن تمويل عجز الموازنة عبر الأسواق المالية واستحالة تمويل عجز الموازنة مع الخارج. وأشار إلى أن هناك مسؤولية خاصة على الولاياتالمتحدة في إعادة تركيب الاقتصاد والحالة المالية، وليس السبب في ذلك أن الولاياتالمتحدة تمتلك أكبر اقتصاد في العام، بل ان القطاع المالي بها أدخل العالم في المشكلة المالية الراهنة، من جهته أعرب رئيس وزراء كندا السابق، الرئيس المشارك لمجلس التفاهم العالمي،جان كريتيان، عن شكر المجلس للمملكة وقادتها لاستضافة هذا الاجتماعات، وتمنى أن تسهم توصيات الدورة ال27 للمجلس في المساهمة في تحقيق السلام والاستقرار في العالم. من جانبه، رحب معالي محافظ الهيئة العامة للاستثمار عمرو الدباغ، في كلمته، بأعضاء مجلس التفاهم العالمي، في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، مشيراً إلى أن المجلس قدم للعالم عبر تاريخه العديد من التوصيات والرؤى الهادفة إلى تحقيق الاستقرار والسلام والنمو الاقتصادي لجميع دول العالم. وقال إن المنطقة التي نتواجد فيها الآن، هي رقعة صغيرة من المملكة العربية السعودية المترامية الأطراف، لكنها تمثل نموذجاً حياً لرؤية خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز المستقبلية نحو تنمية الإنسان السعودي والاقتصاد السعودي ونقل المملكة إلى مصاف الدول المتقدمة. وأوضح أن هذه المنطقة كانت قبل ثلاث سنوات فقط عبارة عن كثبان رملية لا حياة فيها، ولكنها أصبحت تضم ثلاثة من أهم المشاريع التنموية في العالم، وهي جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي صممت لتصبح من أكبر المراكز العالمية في مجال البحوث العلمية والابتكار والإبداع، ومجمع بترو رابغ أكبر مشاريع التكرير والمواد البتروكيماوية المتكاملة التي تنشأ في وقت واحد في العالم وهو مشروع مشترك بين أرامكو السعودية وسوميتومو اليابانية. أما المشروع الثالث، فهو مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، أول مدينة اقتصادية متكاملة في العالم يقوم القطاع الخاص المحلي والأجنبي بإنشائها وتضم منظومة متكاملة من المشاريع والخدمات ومنشآت البنية التحتية الذكية ذات التنافسية العالمية. وأكد الدباغ أن المدن الاقتصادية في المملكة تمثل أحدى الآليات الرئيسية التي تستخدمها الهيئة العامة للاستثمار للوصول ببيئة الاستثمار في المملكة إلى مصاف أفضل دول في العالم من حيث تنافسية بيئة الاستثمار مشددا أن المملكة العربية السعودية ملتزمة برفع تنافسيتها على المستوى العالمي والتحسين التدريجي والمستمر لبيئة الاستثمار المحلي والأجنبي. وبين أن الاقتصاد السعودي هو أحد أهم الاقتصادات الواعدة بما ينطوي عليه من مقومات ومزايا نسبية لا تتوفر لدى العديد من الدول، وبنية الاقتصاد الكلي في المملكة وفقا لعدة تقارير دولية محايدة تأتي دوما في المراكز الأولى على مستوى العالم مشيرا إلى أن الأزمة المالية العالمية أثبتت قوة الاقتصاد السعودي وتأثره المحدود من هذه الأزمة وأحد مؤشرات ذلك أن جميع المصارف السعودية استمرت في تحقيق أرباح مرتفعة خلال الربع الأول من هذا العام والربع الرابع العام الماضي. وأكد في ختام كلمته أن المملكة العربية السعودية حريصة دوما على تعزيز الأمن والسلام والاستقرار في العالم، ولعل أحد أبرز الأمثلة على ذلك هو سياسات المملكة النفطية طوال عقود، والتي اتسمت بالحرص المستمر والموقف المبدئي الثابت نحو الموازنة ما بين مصالح المستهلكين والمنتجين بما يضمن نمو الاقتصاد العالمي بما يخدم الإنسانية جمعاء. من جانبه رحب المستشار في الديوان الملكي الدكتور عبدالرحمن السعيد، في كلمة له بالضيوف، ومتمنيا لهم طيب الاقامة في المملكة خلال فترة الاجتماعات والتي تستمر حتى يوم الأربعاء القادم. بعد ذلك تناول المشاركون والحضور طعام الغداء الذي اقمته الهيئة العامة للاستثمار. وقد حضر حفل الافتتاح عدد من المسؤلين ورجال الاعمال. بعد ذلك بدأت جلسة العمل الاولى للدورة برئاسة برئاسة معالي الاستاذ فرانز فرانتزكي لمناقشة واستعراض الوضع الاقتصادي الراهن في العالم.