تقسيط .. تقسيط . عناوين مستمرة الآن على معظم المحلات التجارية في المراكز التجارية. والسؤال الذي يتبادر الى الذهن عندما تصطدم عيناك بهذه الاعلانات المتعددة والمغرية والمنمقة بالخطوط الجميلة التي يتفنن فيها رجال الاعلان وشركات التسويق هو : ماهو السر وراء هذة الظاهرة؟ هل هو رأفة بالمستهلك الغلبان أم انه الركود الذي يعم الأسواق ؟. استوقفتنى هذة الاعلانات ودفعتني الى البحث عن اسباب "هوس التقسيط" وهل هو يعكس الكساد الذي تعانى منه الأسواق…أم أن ظاهرة التقسيط بفائدة عالية تحل مشاكل الركود..أم يجب أن تغير المحلات التجارية ومعها المصانع وجهه نظرها للربح وترضى بالقليل حتى تنتهى ظاهرة الكساد أو الركود . كل المحلات التجارية الآن تلجأ إلى اسلوب التقسيط لأن فيه راحة للمحل التجاري. فهذة البضائع لو لم يتقرر بيعها بالتقسيط لن تباع أبداً وستظل في مخازن المحل التجاري , هذا بالإضافة إلى السلوك الاستهلاكي لدى المشتري لأن السلع أسعارها نار ولا يستطيع عليها أحد الا المقتدر. فبعض المحلات التجارية تغالى جدا في الفائدة التي تطلبها على السلع حتى أن المشتري يشعر أنه يدفع ثمن السلعة مرتين بهذا الشكل . لذلك اذا كان هناك اتجاه لبيع السلع بالتقسيط فيجب تقنين الفائدة وألا تترك لأي معرض أو محل تجارى تحديد ما يريده تحت شعار التقسيط . أن ما ذكرناه سابقا يمكن رؤيته بوضوح في معارض السيارات فالاعلانات تحت ما يسمى "اوكازيون" التى يقرؤها المستهلك أو المشترى أو يسمعها من هذه المعارض وعن التسهيلات التي تعطى للمشتري شيئا والواقع شيئا آخر, حيث أنه سيدفع ثمن السيارة مرة ونصف أو مرتين . وما يحدث في معارض السيارات أخذت عدواها تمتد إلى محلات الملابس الجاهزة التي اصبحت ترى أن "الأوكازيون" ضرورة حتميه لمواجهة تحديات الركود وعدم إقبال الناس علي الشراء. فلا شيء يباع الآن إلا مستلزمات الأطفال وملابسهم وهذه الأشياء لا تدخل في الأوكازيون, ولكن الآن حتى مواسم الأوكازيون التي أصبحت ممتدة معظم الشهور لا تفيد ويكون هناك مخزون سلعي طوال العام ما دام هناك ركود في السوق وفى الملابس لا تؤخذ فائدة عالية لأن التقسيط يكون على فترة بسيطة وليس عل مدة طويلة. ان روشتة العلاج لأزمة الركود وظاهرة التقسيط هي تنظيم الأسواق وتحويل المضاربين إلى مستثمرين من خلال طرح السلع بكل انواعها باسعار مخفضة وبهامش من الربح البسيط بحيث يستطيع المستهلك العادي شراءها. أما الغلاء فى المكسب وانفاق الملايين على الدعاية الخاصة " بهوس التقسيط " لسلع مرتفعة الثمن لا يستطيع شراءها أي مواطن عادى فهذا لا يرضاه أحد. لذلك فان أهمية انتهاج مبدأ الشفافية والمكاشفة والمصارحة فيما يتعلق بدراسة اوضاع السوق حتى يمكن الوصول إلى حلول لها. فالركود حقيقه واقعة الآن تعانيه كثير من الصناعات كالملابس والمنسوجات وغيرها, غير أن غياب المعلومات يؤثر على طريقه العمل في الحد من المشكلة..وليس بهوس "التقسيط". والحقيقة أن "التقسيط " أصبح أحد آليات الخروج من هذا الكساد, فالدفع الفوري لا يتحمله المستهلك ..وهنا يظل نظام التقسيط هو المنقذ الوحيد للتجار للخروج من هذا الكساد , ولكن ذلك يقود إلى مشكلة أخرى لأن التقسيط غالبا ما يكون عاليا على المستهلك لأنه يوزعه بين أكثر من سلعه. وهكذا تظل مشكلة الركود قائمة ليعاني منها السوق والتجار على حد سواء. مرتبط