نظرية كبش الفداء هامة جداً في الدول المتقدمة، حيث تلتزم حكومات الغرب (بتقديم كبش فداء كاعتراف فوري بالخطأ) وذلك لامتصاص غضب المجتمع وتفريغه من الاحتقان وتجديد ثقته في مؤسسات الدولة.. هذا ما يميز شعوب بلدان العالم الحديث: ثقتهم في شفافية حكوماتهم التي تتبنى مبدأ (المصداقية الخطرة) حتي ولو كلفها ذلك خسارة ثقة المواطن في أدائها (خسارة مؤقتة يمكن تعويضها) مقارنة بخسارة ثقة المواطن في مصداقيتها (خسارة غير قابلة للتعويض أو الإصلاح) ولكن ماهي نتائج التعامل الخاطئ مع فضائح الفساد المدوية وقصور أداء بعض المسؤولين وفشل خططهم؟ (هل الحل هو التعامل بكبرياء وتعالٍ بدلاً من الاعتذار؟) هذا ما تفعل غالبية الحكومات العربية التي تعتمد على تحميل المواطن مسؤولية فشل خططها، وضعف أداء مسؤوليها بدون تقديم كبش فداء أو حتي صرصور فداء! عندها تسقط مصداقية الدولة في نظر المواطن بسبب رعونة التعامل مع قضايا الفساد التي تتراكم مخلفاتها في ذهنية الشعوب فتنفجر مطالبة بالتغيير لأتفه الأسباب (كما حدث مع ثورات الربيع العربي) التي كان من الممكن تحاشيها لو تمتع المسؤول بالحد الأدنى من الشفافية والمصارحة والمكاشفة تجاه قضايا الفساد والمحسوبيات والأخطاء وسارع بتقديم كباش الفداء. فبدلاً من التضحية بأحد الموظفين لتعزيز مصداقية الأنظمة.. بدلا من ذلك، يتم رفع العتب عن جميع المسؤولين إما بالمماطلة في المحاسبة أو تعويم الموضوع مما قد ينزع ثقة في مؤسسات الدولة! لماذا؟ لانك تتحدث عن سمعة مؤسسات دولة.. وليست سمعة أفراد (منتهي همهم إزاحة المسؤولية عن كواهلهم) على حساب ثقة المواطن في مؤسسات دولته! إن الاعتراف بالتقصير وبأخطاء القرارات الارتجالية التي يصنعها بعض المسؤولين هو (فن السياسة الغائب في المجتمعات العربية) التي تشيطن نفسها بنفسها نتيجة (التخاذل عن تحمل المسؤولية وتقديم كباش فداء) للمجتمعات العربية التي يستسهل بعضها القذف والتخوين كما نال رؤساء الدول العربية إبان الخريف العربي الذي كان بالإمكان تحاشيه بحنكة مسؤول يجيد دور السياسي الذي يقتضي تقديم الاعتذارات والاعتراف بالأخطاء احتراما لعقل المواطن بدلاً من الاستخفاف به وحرمانه من كبش الفداء. درجة الدكتوراه- الجامعة الأوروبية الكنفدرالية السويسرية مرتبط