لا أحد يعترف بخطئه في الغالب، معظمنا يُجيدون التبرير، والتبرير فقط، قليلون منا يلتفتون للخلف من أجل قول كلمة (آسف)!. هل المشكلة في الزمن؟ أم المشكلة في البشر؟ أم أن الأخلاق العامة للمجتمع في خطر؟! أم أن كلمة (آسف) باتت ثقيلة على اللسان، وطوتها سنين - الطيبين - عندما كانت صور الاعتذار مجتمعياً هي (طلب السماح والعفو) تلك الصيغة الأنسب لديننا وثقافتنا!. ما نحتاجه في مجتمعنا اليوم هو ممارسة الاعتذار - بشجاعة - كما كان يفعل الأجداد، وهذا دور المنزل ثم مؤسسات التعليم والتربية، لأن الاعتذار بات يُصنف لدى بعض شبابنا بأنه (ضعف، وعدم ثقة) بل إن مجرد مراعاة مشاعر الآخرين، يُعد عند نفر غير قليل تخلفاً، ورجعيه، وقد توصم بأقصى العبارات (ياحنيّن.. ياعطوف) كوننا نعيش في عصر السرعة، والتقنية والتكنولوجيا، حيث لا مكان للمشاعر في هذا الزمن؟!. رغم أن اليابانيين أكثر ناس مشغولين في هالدنيا، إلا أنهم نجحوا مؤخراً في تدشين (وكالة الاعتذار بالنيابة)، التي تقوم بالاعتذار لأي شخص تخطئ بحقه، ولا تملك الوقت للاعتذار له، لتقوم الوكالة بالأمر نيابة عنك، وكل ما عليك هو دفع الرسوم، وتزويدهم باسم وعنوان الشخص، ونوع الخطأ الذي قمت بارتكابه، ليقوموا بالاعتذار المناسب، بل وسيقومون بتصوير وتوثيق هذه اللحظة، لضمان جودة ورضى العملاء؟! وفي حال عدم رضى الشخص يعاودون الاعتذار مرة أخرى، حتى يرضى، ويصفح عن خطأك؟!. يبدو أننا فعّلنا - وكالة الاعتذار- قبل اليابانيين، فنحن بلا فخر أكثر ناس يجيدون توكيل غيرهم، للاعتذار نيابة عنهم؟!. والدليل طريقة - اعتذار المسئول - لدينا؟!. هل تصدق أن مسئولاً في وزارة أو مصلحة ما، يمتلك الشجاعة (ليعتذر مباشرة) عن خطأ ارتكبه جهازه في حق الوطن أو المواطن؟! . بكل تأكيد سيكون هناك - كبش فداء - على الطريقة اليابانية؟!. حاول أن تكتشف طريقة الاعتذار عن الأخطاء الطبية؟ ووزارة الصحة هي المسئولة عن العقوبات على منشأتها؟ بل كيف سيتم الاعتذار لقوائم طالبي السكن؟ ومقار وزارة الإسكان لاتزال مستأجرة ؟! والأهم كيف سيعتذر (وزير العمل) عن توفير وظائف للعاطلين؟ وهو يدير (وزارتين)؟!. الحمد لله أننا استطعنا الاعتذار للأخ (بيتر) في الوقت المناسب!. وعلى دروب الخير نلتقي.