تحول أمريكي بدأ يوم أول أمس، في خطاب مختلف، واتجاهات رسمتها مواقف نحو مستقبل بدأت استباقية لكثير من القضايا.. لكنها تبقى أمام الكثيرين الأسئلة التي تنتظر الإجابات الكفيلة عن المسارات الداخلية والخارجية، وإلى أين يتجه أكبر بلد في العالم، في محددات سياسته الجديدة. صحيح أن التغيير كان طبيعياً في منهجه الدستوري، لكنه جاء بعد انتظار طال أمده للحزب الجمهوري، وفي مرحلة من الأوضاع الداخلية والدولية التي يرى الكثيرون أن الحزب الديمقراطي كان جزءاً من المشاكل الراهنة. واليوم يحبس العالم أنفاسه أمام أمريكا ترمب، وكيف يمكن أن يواجه ذلك الإرث بعد حبس الأنفاس في نتيجة الانتخابات. ومفردات منابر الكلمات التي صاحبت المرحلة في كيلٍ من الاتهامات والمبررات. يوم أول أمس، وبعد القسم الرئاسي كان خطاب الرئيس الجديد في أكثر مضامينه امتداداً للخطاب الانتخابي. لكنه كان أكثر تركيزاً على الجانب الاقتصادي في مسار حشد التأييد الشعبي الذي وصفه ترمب بأنه من انتقلت إليه السلطة. في اشارة إلى احتكار الديمقراطيين الذين كان قد أمطر قياداتهم بسلسلة من الاتهامات، خاصة في عهد الرئيس السابق باراك أوباما. ليقول الأول على منبر التنصيب: لقد انتهت مرحلة الكلام، وبدأت مرحلة العمل. وفي هذا الاتجاه نحو حجم التغيير، يمكن القول : إنه سيكون أكثر تفعيلا في صناعة القرار، إذا ما نظرنا إلى جانبين هامين في حقيبة ترمب التي دخل بها إلى البيت الأبيض. وهي انتماؤه إلى حزب يعتمد على القوة التي لا تتفق مع "نعومة" الديمقراطيين. وقد برز ذلك في أول عمل قام به فجر أمس ، وهو تغيير وزير الدفاع، في تأكيد على ما يراه من إصرار على مواجهة الإرهاب، كما أن ما يدعم ترمب إضافة إلى الانتماء الجمهوري، هو فوزه بأغلبية في الكونجرس، والذي يمنحه إضافة إلى رقمه الإنتخابي صلاحيات واسعة داخل إدارة البيت الأبيض لاتخاذ القرار في كثير من القضايا . وهو ما لم يكن يحصل عليه الرئيس السابق، الذي لم يكن يحظى بأصوات أغلبية الشيوخ في كلا المرحلتين من رئاسته. ومن خلال ما تقدم وما تأخر.. وما سوف يأتي.. وما لن يأتي في مشهد التغيير الأمريكي. إلاَّ أن الأنفاس داخل وخارج دولة القوة العالمية الكبرى، ستظل محبوسة لرؤية مستقبل، تدور حوله الكثير من الأسئلة والتنبؤات في محاور متعددة، واتجاهات مختلفة، ترتكز بعضها على سياسة الرئيس الجديد، وأخرى تراهن على تأثير التشريعات داخل المؤسسات الأمريكية. وشراكتها في الخطاب السياسي، بعيداً عن كل ما يعتقده البعض أن الخطاب الإنتخابي أو الرئاسي يمتلك كل المفاتيح، على طريقة "المفتاح النووي" من الناحية الدستورية. وبالتالي، فإنه من المبكر أن يحكم العالم على أمريكا ترمب، في المشهد الأمريكي قبل مرور عام على الأقل. وعلى الصعيد الشعبي وما لفت الانتظار في حفل التنصيب، هو حشود المظاهرات المعارضة لترمب في عدد من شوارع واشنطن- التي لن تؤثر في حسم استحقاق الرئيس الجديد- وقيام السلطات الأمنية بتفريقها واعتقال بعض عناصرها.. وهو عمل من المفارقات؛ إذ ترفضه الديمقراطية الأمريكية، وتنتقده خارج حدودها.. وهذه لقطة خارج "كابتل" المناسبة، ومحور المقال! مرتبط