واشنطن – واس يبرز طلاب وطالبات المملكة العربية السعودية المبتعثون في الولاياتالمتحدةالأمريكية شغفهم بالعمل التطوعي ليقدموا صورًا مشرقة عن جهودهم الصفية وغير الصفية. وتتدرج أنشطة تطوع الطلاب السعوديين في الولاياتالمتحدةالأمريكية بين أعمال تطوعية لخدمة المجتمع الأمريكي إلى أخرى لخدمة الطلاب والطالبات السعوديين إلى أعمال تطوعية تخدم الطلبة السعوديين والآخرين الناطقين باللغة العربية في أمريكا وآخرى تبرز جهود المملكة العربية السعودية على مختلف الأصعدة. ويبرز في هذا الخصوص جهود طلابية سعودية انطلق بعضها في العام 2013 والبعض الآخر لا يزال في مرحلة التأسيس التي يجمعها هدف واحد: نقل تجربة العمل التطوعي الثرية من الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى المملكة العربية السعودية. والتقت وكالة الأنباء السعودية في واشنطن برواد من العمل الطلابي التطوعي وذلك على هامش الاجتماع ال39 لرؤساء الأندية الطلابية السعودية في الولاياتالمتحدةالأمريكية. ويقول ريان الحازمي، رئيس منظمة "يدا بيد" (هاند باي هاند) التطوعية في الولاياتالمتحدةالأمريكية التي انطلقت في منتصف عام 2012 أن المنظمة كانت في بداية انطلاقتها محصورة على الطلاب المبتعثين في مدينة واشنطن العاصمة ثم امتدت عضويتها وخدماتها لتشمل جميع الولاياتالأمريكية. وتناولت أولى حملات منظمة "يدا بيد"، طبقا للحازمي، على مستوى الولاياتالمتحدةالأمريكية والتي شارك فيها أكثر من 800 متطوع من المبتعثين العناية بدور العبادة وغطت الحملة التي جاءت تحت عنوان "مساجدنا في أمريكا" 92 مسجدا. ويضيف "بعد ذلك أطلقنا مسابقة "يدا بيد" للعمل التطوعي حول الولاياتالمتحدة، ولحرصنا على أن تكون هذه الأعمال التطوعية ذات جودة عالية فقد شارك فيها أكثر من 2500 مبتعث في الولاياتالمتحدة." وفي هذا الخصوص، يشير الحازمي إلى بداية أنشطة منظمة "يدا بيد" والتي كانت مع الصليب الأحمر الأمريكي عبر إطلاق أكبر حملة تبرع بالدم بين الطلبة الأجانب الدارسين في الولاياتالمتحدة بالإضافة إلى المشاركة في مشاريع وحملات صناعة الطعام للفقراء أو توزيع ملابس الشتاء بالإضافة إلى مشاركتنا للعائلات الأمريكية في عدد من الاحتفالات والمناسبات المحلية. ويقول "حاولنا قدر المستطاع ألا نكون مجرد مقدمي خدمة تطوعية، بل حرصنا على إشراك المجتمع الأمريكي في هذه الحملات وفي هذه الأعمال التطوعية. " وفي شأن آخر، يوضح الحازمي أن المنظمة لديها العديد من المشاريع الجديدة التي تواكب رؤية المملكة 2030 للانتقال بالفكر التطوعي الموجود في أمريكا إلى المملكة وذلك بهدف المساعدة على إحداث نقلة نوعية للعمل التطوعي في المملكة مع عودة المبتعثين الذين أنهوا دراساتهم في أمريكا. ويضيف في هذا الصدد "بدأنا بالعمل منذ إطلاق رؤية المملكة 2030 المباركة بتشكيل فرق عمل في أمريكا وفي المملكة لإطلاق أكبر حملة تطوعية واسمها "حارتنا" ونعمل حاليا على استكمال الأوراق الرسمية الخاصة بالحملة مع أمانة جدة والأمارة لتدشين هذه الحملة المتعلقة بالاهتمام بالأحياء المتوسطة في جدة ومن بعدها ستنطلق الحملة لتشمل بقية مدن المملكة العربية السعودية الأخرى بغرض تحويل هذه الأحياء إلى أحياء نموذجية وحاولنا إشراك جميع خبرات المبتعثين من أمريكا واستراليا وبريطانيا وكندا اليابانوكوريا الجنوبية مع بعض الكفاءات الشبابية الموجودة في المملكة." ويتابع الحازمي بالقول "وفي هذا الخصوص، انتهينا من أول خطوة وهي عرض الفكرة وتفاصيلها على المسؤولين وكيفية تحقيقها على أرض الواقع ووقعنا اتفاقيات شراكة في المملكة مع عدد من المنظمات التطوعية وأمانة جدة." تجدر الإشارة هنا إلى أن عدد الطلاب السعوديين الدارسين في أمريكا يصل إلى حوالي 80 ألف طالب وطالبة منتشرين على 51 ولاية أمريكية، وذلك طبقا لأحدث إحصائيات الملحقية الثقافية السعودية في أمريكا. من جانبه، يقول يحيى فقيهي رئيس منظمة "من طلاب المملكة إلى أمريكا" (Us to US) إن أنشطة هذه المنظمة تبدأ في الولاياتالمتحدةالأمريكية وتنتهي في المملكة العربية السعودية حيث تتحقق هناك بإذن الله الفائدة المرجوة من برنامج الابتعاث. ويشير إلى أن المنظمة تأسست في نهاية العام 2013 وتبنت الملحقية أنشطتها ومبادراتها في الولاياتالمتحدة وأشرفت عليها ومكنتها من الوصول إلى جميع الأندية الطلابية في أمريكا. ويتابع فقيهي بالقول "المنظمة تقدم ستة منتجات تخدم تطوير الطلاب وقدراتهم ومهاراتهم وتخدم تطبيق وممارسة الطلاب لهذه المهارات أو لاكتساب الخبرات من خلال تطبيق ميداني في المنظمات الأمريكية غير الربحية مثل بنك الطعام ومن ثم محاولة نقل هذه التجارب إلى المملكة للاستفادة منها داخل الوطن." ويشير إلى أن أهداف أعمالهم التطوعية تتلخص في "تعزيز قيم العطاء والمهارات الاجتماعية والمهارات القيادية واكتساب المعرفة ونقل التجربة حيث ينخرط الطلاب في ثلاثة جوانب وهي الدورات التدريبية والتأهيلية في الاحتياجات الرئيسية مثل إدارة الوقت وإدارة فريق العمل والقيادة التي تعد ضرورية لقيادة أي فريق عمل بهدف إحداث تأثير حقيقي." ويضيف "بعد ذلك تأتي الخطوة التالية وهي التطبيق في أبرز المنظمات الأمريكية غير الربحية والتي نملك معها علاقات صحية وممتازة. وهدفنا هذا العام هو أن المتطوع عندما يشارك هذه المنظمات برامجها وأنشطتها وأعمالها فليس الهدف التطوع فقط وإحداث أثر وإنما أيضا الاستفادة من نقل المعرفة عن ماذا تقدم هذه المنظمات من خدمات تطوعية للمجتمع الأمريكي وكيفية تقديم هذه الخدمات لكي يتمكن المتطوع من نقل هذه التجارب إلى المملكة وبما يتناسب مع ديننا وعاداتنا وتقاليدنا وبيئتنا". ويتابع بالقول "وتكريم الفرق المتطوعة الفائزة ليس فقط بالمال وإنما بالتعليم عبر توفير ثلاث دورات مدفوعة بالكامل لمدة ستة أشهر في جامعات هارفارد عن القيادة ونيويورك عن قيادة المنظمات غير الربحية وفرجينيا عن التفكير الإبداعي, فالمبتعث ليس مطلوبًا منه التميز فقط دراسيًا وإنما أيضا في الأنشطة غير الصفية والتي تصقل المهارات وتضيف خبرات للطالب تعود بالفائدة عليه وعلى الوطن." ويعدد فقيهي الأنشطة والمبادرات التطوعية التي قاموا بها "منذ 2013 وإلى الآن أنجزنا أكثر من 250 مبادرة اجتماعية داخل المجتمع الأمريكي ووصلنا في العام الأول إلى 35 ولاية واستطعنا الآن تغطية جميع الولايات. وشارك معنا أكثر من 6000 طالب وطالبة خلال العامين الماضيين وتدرب مع المنظمة حوالي 2000 طالب وطالبة وكل هذا عمل تطوعي بدون مقابل وعبر دعم الملحقية وتضحيات الطلاب والطالبات المؤمنين بسمو الهدف." وجانب آخر من جوانب الأنشطة التطوعية لطلاب وطالبات المملكة في أمريكا، يرويها فيصل اليوسف، رئيس مبادرة "بصمات مبتعث" التطوعية. ويقول اليوسف عن فكرة المبادرة "جاءت من فكرة رد الجميل للوطن وهو رد مصاحب وموازي لنفس الجزاء الذي قدمه الوطن لنا كطلاب." ويضيف بأن "أنشطة بصمات مبتعث تتضمن تدشين كتاب بشكل سنوي تقريبا يجمع بين جنباته جميع إنجازات المبتعثين وتاريخهم سواء على مستوى الأفراد أو على مستوى المنظمات وكذلك على مستوى جميع الإنجازات التي صنعها المبتعثون في الخارج." ويتابع اليوسف بالقول "كما نقدم كذلك برنامج "محطة مبتعث" وهو عبارة عن فعاليات نقدم فيها بعض الشخصيات الناجحة حتى تقدم دروسًا لتكون نموذجاً يقتدي بها المبتعثون." وفي شأن مبادرة تطوعية أخرى، يقول عبد الله الغفيص الخالدي، مدير العلاقات العامة في منظمة "سعوديين في أمريكا" إن مبادرتهم عبارة عن منظمة تطوعية من الطالب إلى الطالب حيث تسعى المنظمة وراء الراحة الأكاديمية للطالب عبر العديد من السبل والوسائل والخدمات الأكاديمية التطوعية مثل دليل المدن ودليل الجامعات. وأضاف "هدفنا هو خدمة الطلاب الناطقين باللغة العربية سواء كانوا من المملكة أو غيرها من الدول الأخرى وحملت المنظمة هذا الاسم لأن السعوديين هم من أنشأها أما المستفيدون من خدماتنا التطوعية فهم طلاب عديدون من بلاد الشام وأفريقيا واليابان وروسيا وأوروبا لأن المناهج الجامعية تقريبا موحدة أو متقاربة على مستوى العالم. ومنظمتنا تعد مصدرًا مهماً جداً عن أمريكا بشكل خاص وعن بقية دول العالم بشكل عام." تجدر الإشارة هنا إلى أن أكثر من مليون ونصف المليون منظمة خيرية مسجلة في أمريكا بحسب المركز الوطني الأمريكي للإحصائيات الخيرية. وأحدث هذه المبادرات الطلابية التطوعية في الولاياتالمتحدةالأمريكية هي منظمة "جهود سعودية". ويقول خالد الشمري، مسؤول العلاقات العامة، في المبادرة أنها تهدف إلى توضيح جهود المملكة بغالبية لغات العالم استثماراً لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث ومن أجل الوصول للشعوب بهدف التعريف بالمملكة وجهودها في جميع المجالات التي تهم الإنسان بشكل عام سواء سياسية أو سياحية أو اقتصادية أو إنسانية أو اجتماعية أو ثقافية. ويضيف "لا نستهدف جهودًا محددة فقط في أمريكا وإنما الرأي العام العالمي بشكل عام وعبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيس بوك واستغرام وباستخدام الانفوجرافيك والتصاميم والفيديوهات بعدة لغات حتى تصل رسالة المملكة إلى العالم." ويتابع بالقول "هذه المبادرة انطلقت قبل شهرين تقريبا من أمريكا لذلك فهي مبادرة حديثة جدا وبجهود ذاتية للطلبة في أمريكا ولدينا سفراء من الطلبة في جميع دول الابتعاث, وكبداية الآن، نحن نعمل على جمع كل الإحصائيات والبيانات الرسمية حتى لا يحدث خلل في إحصائياتنا ولكي تكون لدينا مصداقية لذلك نسعى لجمع المعلومات من مصادرها الرسمية." من جانبها، تقول ميسر جبر من مبادرة "جهود السعودية" إن هذه أول مبادرة رقمية تتحدث عن جهود المملكة بأهم لغات العالم وحاليا لدينا خمس لغات بالإضافة إلى اللغة العربية التي تمثل الأساس للمبادرة." وتضيف "هدفنا الأساسي هو الوصول إلى الجماهير العريضة المتحدثة بهذه اللغات ليتمكنوا من معرفة جهود المملكة وخدماتها الإنسانية والإغاثية ودورها الاقتصادي والثقافي والحضاري والسياحي أيضا. حاليا نحن في مرحلة تأسيس الهيكل الإداري وسننطلق قريبا جدا بإذن الله من خلال موقعنا الالكتروني ، فالبلد كما قدم لنا ينتظر منا." وتخلص ميسر إلى القول بأن "فكرة المبادرة انطلقت في عام 2015. وتجدر الإشارة هنا إلى وجود 606 منظمات تطوعية مسجلة في أمريكا طبقا للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. من جانبه أكد الدكتور محمد بن عبد الله العيسى الملحق الثقافي، أن "الملحقية وسفارة المملكة تدعم بشكل كبير وغير محدود العمل التطوعي وهو إضافة نوعية متميزة لكل طالب وطالبة. فاليوم أبناؤنا وبناتنا يرسمون صورا جميلة ومشرقة ورائعة عن العمل التطوعي ومزجها برؤية التحول الوطني للمملكة من خلال إبراز صورة المملكة في وسائل التواصل الاجتماعي وفي الأعمال التطوعية وفي الأنشطة التي يقدمونها من خلال الأندية الطلابية." ويضيف "قدمت هذه المنظمات خلال اجتماع رؤساء الأندية عروضا جميلة عن برامجها وأنشطتها وذلك على الرغم من قصر المدة الزمنية التي انطلقوا فيها حيث بدأ معظمهم في منتصف العام 2013 إلا أنهم قطعوا أشواطاً كبيرة وأنجزوا حجم عمل كبير, والملحقية تدعم مثل هذه المبادرات وهذه التوجهات وتساعد الطلاب وتحاول قدر الإمكان أن تقدم لهم المشورة والنصح والإرشاد من خلال الخبرات الموجودة عندنا ومن خلال المتطوعين من الخبراء أو ممن يملك الخبرات في الجانب التطوعي." ويتابع الدكتور العيسى بالقول "بالفعل، تتم متابعة أنشطة هذه المنظمات الطلابية التطوعية بكل تأكيد ولا يقتصر دور الملحقية على تقديم النصح والإرشاد بل أيضاً يتعداه إلى تقديم الدعم المعنوي والمادي لهذه المنظمات الطلابية وهذا دليل على أن جميع هذه المنظمات الطلابية وكل الأعمال التطوعية تلقى وتحظى بدعم ليس معنويًا ونصحًا وإرشادًا فحسب ولكن أيضا تلقى دعمًا ماليًا تحت إشراف ومتابعة الملحقية." ويقول الدكتور العيسى في هذا الشأن "نحن على ثقة كاملة بأبنائنا وبناتنا المبتعثين بأنهم سينقلون تجربتهم الثرية في العمل التطوعي في أمريكا عند عودتهم إلى المملكة، فالعمل التطوعي في الولاياتالمتحدة يختلف بشكل كبير عن نظيره الموجود في المملكة حيث العمل التطوعي في المملكة حديث وتقبل الناس له محدود على عكس تجربة العمل التطوعي في الولاياتالمتحدةالأمريكية فهي تجربة قديمة وكبيرة وجميلة وطلابنا يتعلمون ويستقون هذه التجربة من منابعها ومصادرها الأساسية ولذلك فعندما يعودون وبكل تأكيد سينقلوا هذه التجربة الثرية التي استفادوا منها وتعلموها." ويخلص الملحق الثقافي إلى القول بأن "العمل التطوعي في تزايد مستمر في المملكة وفهم الناس له في تغير والسبب في ذلك عودة عدد كبير من المتبعثين سواء من أمريكا أو غيرها من دول الابتعاث وعملهم في الأنشطة التطوعية ومن ثم عادوا إلى المملكة وحاولوا ترسيخ فكرة العمل التطوعي في المملكة.لدينا ثلاث منظمات طلابية تطوعية وعمرها قصير وأقدمها تأسست في 2013 وأتوقع في العام القادم وأملنا كبير وطموحاتنا كبيرة وبدون مبالغة أتوقع السنوات القادمة أن تشهد ازدياد عدد هذه المنظمات في أمريكا إلى أكثر من ذلك ونسعى جاهدين لتشجيع هذه المنظمات ونتأكد من أن تجربة هذه المنظمات الثلاث ستساعد البقية في إنشاء منظمات تطوعية." فأينما كان بلد رحلة الابتعاث سواء في الولاياتالمتحدةالأمريكية أو في المملكة المتحدة أو اليابان أو الصين أو نيوزيلندا أو أستراليا أو ماليزيا أو كوريا الجنوبية أو غير ذلك من الدول فإن تجربة الطلاب والطالبات الصفية وغير الصفية الثرية عبر هذه الرحلة ستثري في نهاية المطاف الوطن بإذن الله .