ويطيح الزهر شعر- فهد دوحان شاعرٍ غنى وضاقت حدود الارض فيه سندبادٍ ممتلي حزن وعتاب وسفر غورقت عينه ولا قال هذا الدمع ليه ما سأل ما قال:يا طول ليلك يا سهر الجفا،والرمل،والليل،والبرد بيديه والبحر،والريح تحطب من ضلوعه شجر والديار اللي تبيع الخريف وتشتريه علقت بعيونه الما وما كانت نهر لا نبت عشبٍ ولا مال غصن الورد تيه ياكثر ما مرت غيوم ويا قل المطر ليت تقراه الليالي وتتعرف عليه ليلة ليله تشوف الثلاثين السمر ما بقى داخل مناديلها غير الوجيه يكبر من غيابها السّدر..ويطيح الزهر كان صوته يركض هناك وهناك ويتيه وفي زحامٍ واسعٍ ضيقٍ مثل العمر من قدر يلمس يباسه ويقدر يحتويه غير الاشيا المستحيله/مصابيح الشعر نادت الأوراق قالت:تعال وقال:إيه وباحت إسرار الحياة وتبلل بالعطر لا يجدر بالشاعر أن يكون منغلقاً رؤية- محمد صلاح الحربي من جماليات الشعر أنه يفتح آفاقا خيالية تنتصر على ضيق الواقع،هي بنفس الوقت منافذ روحية وجدانية للشاعر والقارئ معا،وأعتقد أن الشاعر لا يجدر به أن يكون منغلقاً دائما في نصه حتى وإن كان النص يعبر عن أوجاع وخيبات،وعندما أقول الشاعر فإني أعني من يجيد الرحابة الفكرية واللغوية،والأفق والمنفذ في هذا النص هي خاتمته الجميلة. نص فارع لم يحجبه الحزن جمالياته رؤية- عبدالله عبيان لم يستطع حزن الشاعر الممزوج باليأس والسهر،أن يحجب جماليات هذا النص الفارع الذي يتزين معجمه اللغوي بجماليات وسحر الطبيعة،إذ انغمس الشاعر في تفاصيل المحيط الذي يعيش فيه،لكن هذا الانغماس جاء عن طريق شاعر ينقب عن السحر الكامن في الكلمات. ويبلغ الشاعر أقصى حالات الترقب واليأس وهو يردد أجمل تفاصيل النص:(كان صوته يركض هناك) و(ما بقى داخل مناديلها غير الوجيه) إلى أن يصل إلى:(علقت بعيونه الما وما كانت نهر)،ليثبت لنا أن الإبداع يولد من رحم المعاناة في كثير من الأحيان،بل أن ذروة الإحساس بالألم تبني علاقة تفاعلية تقوم على تفجير الساكن ونفخ روح الإبداع فيه،معلنة عن ولادة نص فاخر لا يجيد كتابته سوى الكبار. لوحة شعرية أشبه بالفصول الأربعة رؤية- محمد الذرعي استوقفني هذا النص ببساطة مفرداته وابتعاده عن التكلُّف وترابط المعنى وكذلك سعة الخيال.ورغم كمية الشجن فيه إلاّ أن الشاعر استطاع أن يرسم بأدوات اللون والصوت والتوقيت لوحة شعرية أشبه بالفصول الأربعة،وكأن هذه اللوحة تسافر بحواس المُتلقّي لعالم آخر من بدايتها المُلفتة.. مروراً بإيقاعها الهادئ..وإنتهاءً بعبق عطرها.