حوادث موت أطفال الروضات والمدارس في الباصات حوادث تكاد تكون متكررة في عددٍ من البلدان، حوادث تُدمي القلب حقيقة، خصوصاً إذا ما تخيلنا وضع الطفل قبل أن يستسلم للموت، وهو في حالة ذعر وخوف، وبكاءً هستيري طالباً النجدة، مستصرخاً، منادياً أمه وأباه لينجدانه فلا يجدهما، فتصهر الشمس رأسه، وتخنقه الحرارة داخل الباص لينتهي به الأمر جثة لا يلتفت إليها إلا بعد ساعات لتكون الفاجعة لأهله ولجميع من يسمع عن الخبر. الحياة الدراسية بدأت عند آلاف الطلبة، وينتظرها قريباً آلاف آخرون، ونتمنى أن تمر أيامها بخير وسلام على جميع الطلبة، ولا نريد أبداً أن ينغص علينا فيها خبر فقدان طفل أو طفلة بسبب نسيانه في الباص نائماً، فإن لم يمت من ارتفاع درجة الحرارة داخل الباص المُحكم الإغلاق، سيموت فزعاً مرعوباً من بقائه وحيداً يسمع صُراخه يتردد صداه داخل الباص ولا من مجيب. رغم التحذيرات السنوية من ضرورة التأكد من خلو الباصات من الأطفال قبل إغلاقها، ورغم الحوادث المتكررة، ورغم العقوبات التي تُوقع على المدارس وأصحاب الروضات أو العاملات المرافقات للأطفال في الباص والسواق إلا أن المشكلة لا تزال تؤرق الكثيرين، ومنهم الشاب المهندس ريان عبدالشكور الذي تمكن من أن يبتكر نظاماً إلكترونياً يوضع في مقصورة الباص، يحول الباصات تلك إلى باصات ذكية، تتمكن من بعد إغلاق أبواب الباص من استشعار أي حركة داخل الباص، أو أي ذبذبات للتنفس، عبر مجسات خاصة، لتُطلق إنذاراً تحذيرياً متكرراً عبر الاتصال للجهات الإدارية في المدرسة للتنبيه إلى وجود طفل منسي في الباص، كما تُطلق منبهات ضوئية وسمعية لتلفت انتباه المارة كإشارة لوجود طفل وحيد منحشر داخل الباص. جهاز يستحق القائم عليه الشكر، لما له من دور بالغ الأهمية في حفظ أرواح أطفال أبرياء غشيهم النوم فاستسلموا له، ولم تلتفت إليهم أعين الكبار ممن يفترض أنهم مؤتمنون – عليهم ولم يحرصوا حقيقة على المحافظة على تلك الأمانة – مثل هذه الطاقات الشبابية بحاجة إلى الدعم، ومثل هذا الجهاز أو النظام الإلكتروني يجب أن يعمم في جميع باصات المدارس والروضات، فالعاملون وكذلك السائقون في النهاية بشر قد يغفلون وقد يخطئون، فلا نريد حينها أن نضرب كفاً بكف ونلومهم، نريد أن نأخذ احتياطاتنا وبعدها إن حدث ما حدث حينها لن نقول إلا قدر الله وما شاء فعل. ياسمينة: أطفالنا أمانة، فلنحفظ أرواحهم.