عثرت بعثة أثرية على مقبرة يرجع بناؤها إلى نحو 5000 سنة قرب هرم اللاهون المبني من الطوب اللبن جنوبي القاهرة فيما قال رئيس البعثة اليوم الثلاثاء إنه علامة على أن الأهمية الدينية للموقع أقدم نحو ألف عام مما كان معتقدا من قبل. وقال رئيس البعثة عبد الرحمن العايدي إن الكشف الذي عثر عليه أسفل سلالم متداعية منحوتة في صخور تغطيها الرمال يفند اعتقاد الاثريين أن تاريخ الموقع يعود إلى عصر سنوسرت الثاني أحد ملوك الاسرة الثانية عشرة والذي حكم مصر قبل نحو 4000 عام. وقال لرويترز في مقابلة "وجود هذه المقبرة أمر بالغ الأهمية لأننا بتنا الآن نعلم أن سنوسرت الثاني باني الهرم ليس هو من أنشأ هذا الموقع." واضاف العايدي "لابد أن كانت له أهمية دينية في مصر القديمة ولذلك اختاره لبناء هرمه." وحققت مصر التي تعد السياحة إحدى دعائم اقتصادها عدة كشوف أثرية مهمة هذا العام من بينها مومياء سليمة نادرة عثر عليها في فبراير شباط في تابوت حجري مغلق قرب أقدم هرم مدرج قائم في العالم بمنطقة سقارة قرب القاهرة. وقال العايدي إنه لم يتم العثور من قبل على مقابر للأسرة الثانية في منطقة اللاهون حيث يقع هرم اللاهون أبعد أهرام مصر في اتجاه الجنوب أو في أي مناطق أخرى حول واحة الفيوم القريبة منه على بعد 60 كيلومترا جنوبي القاهرة. وأضاف أنه داخل المقبرة الصغيرة التي لا تكاد تسع شخصا واحدا واقفا تابوت خشبي على شكل صندوق يحوي ما بقي من رفات رجل يتراوح عمره بين 40 و49 عاما يرجح انه كان شخصية مهمة في الحكومة المصرية آنذاك. وتابع أن الجثة التي دفنت في وضع الانحناء ملفوفة في لفائف من الكتان ليست في حالة جيدة لأن تاريخ المقبرة يسبق العصر الذي كان المصريون القدماء يحنطون فيه جثث موتاهم. وقال العايدي "هذا نموذج مبكر للغاية للتوابيت... دفنت الجثة منحنية. وغطاء التابوت على شكل قنطرة وجانبه على شكل واجهة قصر أو منزل." وجاء هذا الكشف بعد فترة وجيزة من إعلان فريق العايدي الشهر الماضي أنه اكتشف عشرات المومياوات تعود إلى فترة تاريخية لاحقة في توابيت ملونة بألوان زاهية في جبانة في الموقع وهي أول جبانة يتم اكتشافها قرب هرم اللاهون. وقال العايدي انه كان يريد في البداية الحفر بالقرب من هرم اللاهون غير المعروف على نطاق واسع لانه لم يقتنع بنتائج الحفريات الاولى في القرن التاسع عشر قائلا إنها لا تتناسب مع أهمية الموقع. واكتشفت بعثته الأثرية بالمصادفة القبر الذي يعود إلى عهد الأسرة الثانية أثناء الحفر في الجبانة المكتشفة حديثا بعد أن عثر العايدي على كسرة من إناء فخاري في الرمال أدرك أنها تعود إلى عصر أقدم. وقال ممسكا بوعاء اسطواني صغير داخل القبر المحفور في الصخر "كنت أسير على مقربة وعثرت على (كسرة) إناء فخاري مثل هذا." واضاف "إنه مميز للغاية." وتابع "كنت متفائلا للغاية بخصوص العثور على شيء يعود للأسرة الثانية. بدأنا دراسة هذه المنطقة وفجأة اكتشفنا هذه المقبرة ذات الدرج." وقال العايدي إن الشخص المدفون في المقبرة وضعت معه ممتلكاته الثمينة بما في ذلك طاولة للقرابين ومسند للرأس ورمحان وسرير مصنوع من خشب الأرز المستورد من لبنان ويمكن ان يسلط الضوء على أساليب النجارة في مصر القديمة. وذكر العايدي أن الأثريين عثروا على المدخل الرئيسي لهرم اللاهون العام الماضي وعثروا في وقت لاحق على انية فخارية للتخزين وأشياء أخرى داخل الهرم قبل العثور على المومياوات في مقابر قريبة خلال الاشهر الاخيرة. ويأمل الاثريون في بدء الحفر قريبا بحثا عن مقبرة الملكة كليوباترا وربما كذلك عن مقبرة حبيبها مارك أنطونيو في شمال مصر. ويزعم أن كليوباترا تجنبت أن تساق أسيرة الى روما وانتحرت بلدغة أفعى عام 30 قبل الميلاد.