هل تذكرون كيف بدأت حرب لبنان الأهلية؟ عندما انقسمت مكونات المجتمع اللبناني، وتشرذمت كل طائفة تسأل إمامها ومرجعيتها عن موقفهم من الصراع حتي حدث َصدع داخلي أدي (لهتك النسيج الوطني اللبناني) عندما ركن الناس لأخذ فتاويهم من أئمة طوائفهم ومللهم المختلفة على حساب وحدة الوطن التي تتمثل في الانصياع لقرارات رئيس الدولة. ولو رجعنا قليلاً لرأينا نفس السيناريو والقصة تعيد نفسها بلغات مختلفة.. باللغة الإسبانية ابان حربهم الشعبية، وباللغة الفيتنامية ابان حرب فيتنام الأهلية التي انقسم اهلها لحزبين يتبع احدهما (معسكر الألوية الحمراء الشيوعي، ويتبع الأخر معسكر العم سام الرأسمالي). معسكران تتكرر حروبهما الباردة بالوكالة كل عقد من الزمن في امكنة مختلفة على ايدي شعوب بائسة سقطت في شراك حروب أهلية قادها الكبار بدعم عسكري لوجيستي للاطراف المتنازعة حتي قتل الجار جاره والأخ اخوه. لذلك قيل في الأنجلوسكسونيات (في ازمنة الحروب تتحول قرارات رأس الدولة الى شرع وشريعة يجتمع عليها ابناء الوطن الواحد) هذا ما قاله الملك هنري الثامن (بعد أن منع شعبه من أخذ فتاويهم من أبرشية الفاتيكان الكاثوليكية التي كانت تتحين الفرص للدخول في الشأن البريطاني بواسطة {كاردينالات انجليز خونة} كانوا يسارعون لإستدعاء بابا الفاتيكان في شؤون بلادهم) لذلك فرض ملك بريطانيا نفسه كسلطة دينية وحيدة بعد أن خاض حروب داخلية نتيجة رفض نصف الشعب انفصالهم عن السلطة الكاثوليكية الباباوية! لذلك ستجد أن أحد القاب التاج البريطاني: حامي العقيدة Defender of the faith, يسبق كل الخطابات الملكية ليومنا هذا كعرف سائد بين اتباع الكنيسة الملكية البريطانية. واعلم أن اغلب حروب العباد في شتي البلاد حدثت عندما اخذ الناس فتاويهم في أزمنة الحروب من أئمة مذاهبهم، بعد أن تحول (الولاء الوطني) الى (ولاء َعقدي) يتبع قساوسة ورهبان واحزاب لم يكن (هدفها الأسمى) توحيد الأمة على قلب رجل واحد ممثلاً في رئيس الدولة او ملكها او زعيمها الذي يجمع المتفرقين عقديا و مذهبيا وحزبيا في كيان سامي اسمه الوطن. درجة الدكتوراه، الجامعة الأوروبية، الكونفدرالية السويسرية.