رأيت الحديث عن موضوع الحروب والاشارة الى قصص تاريخية حدثت في دول الجوار عندما أصدر الرئيس او الحاكم قراراً يقضي بخوض غمار الحرب، فأنقسمت وتشرذمت كل طائفة تسأل إمامها ومرجعيتها. شيخها وكنيستها، فحدث صدع داخلي أدى الى (هتك النسيج الوطني) كما حصل فى لبنان بداية الحرب الأهلية عندما ركن الناس الي اخذ فتاويهم من أئمة طوائفهم المختلفة علي حساب وحدة الوطن التي تتمثل في الإنصياع لقرارات (رأس) الدولة. وقد قيل في الأنجلوسكسونيات (في ازمنة الحروب تتحول قرارات الملك الي شرع وشريعة لكي تجتمع عليها الأمة) هذا ما قاله الملك هنري الثامن قبل ان يخوض سلسلة حروبه (بعد أن فصل أيدولوجية الشعب عن أخذ فتاويهم من الكنيسة الكاثوليكية) فجعل نفسه السلطة الدينية الوحيدة للشعب البريطاني! لذلك تجد أحد القاب التاج البريطاني: حامي العقيدة Defender of the faith, يسبق كل الخطابات الملكية الي يومنا هذا كعرف سائد بين اتباع الكنيسة الملكية البريطانية التي تأتمر بقرارات الملك، حتي وإن اختلفت قراراته مع رؤية رجال الدين. واعلم أن اغلب حروب البلاد والعباد حدثت عندما اخذ الناس فتاويهم في أزمنة الحروب! وتحول (الولاء الوطني) الي (ولاء َعقدي) يتبع رجال الدين الذين قدموا فتاوي قد تصيب (نظرياً) وقد ُتخطئ علي ارض الواقع عندما لم يكن (هدفها الأسمى) توحيد الأمة على قلب رجل واحد! واعلم أن قرارت حروبنا المختلفة قد لاقت تأييد أئمتنا الحكماء حفظهم الله، ولكن هل تضمن (وحدة القرار مع اختلافات الاجتهادات) لأجيالنا القادمة بعد عشرات السنين الذين لم يتعلموا في المناهج أن الله َيعز الأمم بمقدار تمسكها بقرارات ولي الامر حتي وإن اختلفت مع الاجتهادات المختلفة! ففي زمن الحروب يصبح قرار ولي الامر بالحرب (جهادا ملزما دون فتوى) كما أن السمع والطاعة لولي الأمر اللاحق فور وفاة السابق (لا يحتاج إلى بيعة!) فالوطنية والولاء (بيت شرف وكرامة كل سعودي) ورثها السعوديون أجيالا بعد أجيال! ثم نورثها لأبنائنا الاطفال! بعد أن رأينا (سنا) قبسها يلوح عند منازل (ملوك السعود) بأفعالهم التي اكسبتهم مقام الأبوة ورقتها! والرصانة وعفتها! والسياسة وحكمتها! وسهام الحزم وشدتها! درجة الدكتوراه الجامعة الأوروبية الكونفدرالية السويسرية