تعتبر قضايا التعاطي، والإدمان على المخدرات من أخطر القضايا التي تشغل الرأي العام لما لها من تأثير مدمر على الفرد والمجتمع؛ وتعاني عدد من الأسر من مشاكل أسرية خانقة نتيجة لعدم اكتشاف الزوجين الجديدين أن أحدهما يتعاطى المخدرات إلا بعد فوات الأوان، مما يترك أثراً بالغًا في نفوس الأبناء؛ من هنا طالبت عدة جهات رسمية بفرض فحص المخدرات للمقبلين على الزواج حتى يتم القضاء على هذه الآفة، لحماية الأسر والمجتمع من الضياع. وتداولت وسائل الإعلام المحلية عن مصادر مطلعة أن عدة جهات تعمل على دراسة إدراج فحص المخدرات إلى برنامج "الزواج الصحي" وإلزام المقبلين على الزواج به، مبيناً أن هذا الفحص يسهم في كشف حالات الإدمان حتى لا يخدع أحد الطرفين الآخر. وفحص المخدرات لدى المقبلين على الزواج يكشف حالات التعاطي، والإدمان قبل الارتباط، الأمر الذي يسهم في وضع الأسس السليمة لبناء الأسرة مبكراً. وقالت مديرة البرامج النسائية باللجنة الوطنية أ. هناء الفريح إن المخدرات باتت مشكلة تقلق الجميع، وقضية شائكة تتطلب تضافر الجهود وصدور قرار بإدراج فحص المخدرات قبل الزواج يعتبر من أهم الخطوات الموفقة ولابد أن تتضافر كافة الجهود والجهات المعنية لتطبيقه، كونه سيساهم بالكشف المبكر للأزواج المتعاطين والتعامل معهم بالطرق النظامية؛ ومنعًا لإنشاء أسرة بدايتها مهدومة. ولفتت هناء الى ان الفحص سيضمن للزوجين حياة سعيدة بعيدة عن المخاطر والتشتت الذي سيجلبه معه المدمن لتلك الأسرة؛" وحسب اطلاعي على الإحصائيات الخاصة بجمعيات المطلقات النسبة الأكبر كانت نتيجة اكتشاف الزوجة تعاطي زوجها المخدرات لتدخل في دوامة الإهانة، والضرب، والعجز عن حماية نفسها وأطفالها؛ مما يستدعيها التخلي عنه وطلب الطلاق". وتؤكد "إن ما يطبق على الرجل يطبق على المرأة فهي نصف المجتمع، لذا لابد أيضا أن تخضع للفحص للتأكد من أنها غير متعاطية لتستطيع تربية جيل سليم بعيداً عن الخوف والمخدرات". وكشف مساعد المدير العام لمكافحة المخدرات للشؤون الوقائية والأمين العام للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات عبدالإله الشريف، عن تلقي مركز استشارات الإدمان أكثر من 23 ألف اتصال خلال عام؛ من أسر مدمنين تطلب بعضها برامج علاجية، وبرامج إرشادية، والنقل القسري وبعض الاتصالات ترد من المدمنين أنفسهم يطلبون تلقي العلاج والإرشاد. وذكر مدير إدارة البرامج العلاجية والتأهيلية باللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات علي الشيباني أن "الأخت والأم والزوجة أكثر المتصلين على الرقم المجاني "1955 الذي خصصه مركز استشارات الإدمان، تليهن فئة الشباب، حيث يجيب أكثر من 25 من الاستشاريين والمختصين على مدار 12 ساعة يوميًا على استفسارات المتصلين حول الإدمان، وشرح طرق العلاج"، مشيرًا إلى أن المركز يتلقى ما يقرب من 150 اتصالًا يوميًا.