بقلم : البتول جمال التركي مسألة الميراث من أهم القوانين في المجتمعات الإسلامية وعدم التقيّد بما جاء في كتاب الله يؤدي إلى مشاكل وخيمة على الأسرة وعلى المجتمع ومنها إخفاء الإخوة وخاصة الأخ الأكبر لجزء غير معلن من الورثة ليحظى بها وحده دون إخوته ومنهم من يحرم أخته أو أخواته أو حتى أمه من الميراث طمعاً بالدنيا وحسداً من أن تقع الأموال بيد زوج الأخت وماشابهه والغريب أن هذا السلوك لايصدر عن جاهل في أمور الدين أو ( أميّ) لايقرأ ولايكتب بل يصدر من ذكور لديهم شهادات عليا …ولكن نسوا أو تناسوا أو كان المال على كثرته غشاوة على أعين العقول والإدراك والضمائر وضرب بذلك كل تعاليم الشرع فبدل أن يؤدي الحقوق أكلها وبدل أن يصل رحمه قطعها …أبعد ذلك معصية الله إلا الكفر ؟. امرأة متزوجة وزوجها متوفى ولديها أولاد ومن عائلة عريقة وترك لهم والدها أموالاً طائلة وهي وحيدة مع أربعة ذكور إخوة تقول : وبعد وفاة أبي وقبل عشر سنين طلب أخي الأكبر مني أن أوقع أوراقاً لكي يستطيع إدارة الأموال والشركات. كنت أنتظر توزيع التركة وطلبت من أخي أن يعطيني حصتي وهي بعشرات الملايين ففوجئت بأنه يماطلني في معرفة حصتي ويريد أن يحدد لي هو ما يريد أن تجود به نفسه وعندما لجأت إلى محامي بعد سنين طويلة لأخذ حقي من التركة تفاجأت بموقف إخواني وكأنني عدوة لدودة وهذا قبل أن أتقدم بشكوى رسمية للمحكمة فكيف سيصبح الحال لو تقدمت بشكوى للمحكمة لم أصدق أن أخي يفعل بي هذا وأهوّن عليَّ أن أموت ولا أشتكي على أخي في المحاكم ولكن سوف يدفعونني للشكوى بتصرفهم هذا …ولماذا يتمتع هو وأولاده بحقي ويحرمني أنا وأولادي مما شرعه الله لي ؟؟؟ وهناك قضايا أخرى كثيرة ومنها التحايل على الإخوة والمماطلة في التقسيم أو إخفاء ما يستطيع إخفاؤه من التركة ولا يعلنه لعدم معرفة بقية إخوته من إناث أو ذكور . أو يفاجأ بعد وفاة والده بأن أبيه كان متزوج دون علمه ولديه إخوة من أبيه فهنا الطامة الكبرى على الأخ الأكبر. قضايا كثيرة تعجّ بها المحاكم وحتى تطور نقاش التقسيم إلى جرائم وصلت للغضب والخروج عن الوعي أثناء المجادلة أدت إلى القتل أو الإعاقة الدائمة بسبب التخاصم على الإرث قبل الوصول إلى القنوات القانونية ولكنهم وصلوا بطريقة أخرى أشدّ وأنكل من الأولى . وإني أناشد جميع من يكتب في الإعلام لمواجهة هذه المشكلة الخطيرة لتوعية وتذكير خطورة هذا الأمر في الدنيا والآخرة قال تعالى بعد ذكر قوانين الوصية في سورة النساء : ( تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم ومن يعص الله ورسوله ويتعّد حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين ). لقد كان ( في الجاهلية ) قبل الإسلام الأخ الأكبر يتصرف بالميراث على هواه دون قيد أو شرط فيعطي من يريد من أخوته أو يحرمهم ..هذا سلوك أهل الجاهلية الأولى فما بال البعض من مجتمعنا وهم مسلمون أباً وأماً يريدون العودة بنا إلى الجاهلية الثانية. هذا السلوك (الجاهلي ) لا يمكن أن يكون بمجتمعنا ونحن في القرن الخامس عشر هجري . وندائي الثاني هو للآباء الذين لديهم أملاك أو أموال : أيها الآباء لا تتركوا أولادكم يأكل بعضهم بعضاً فعقوبة الله صريحة بالقرآن فإن أكل الحقوق تودي بالآكل إلى نار جهنم ، وإن الله تعالى قد أوضح هذه المسائل فقال بعد كل قانون من قوانين التوزيع العادل الإلهي : (من بعد وصية يوصي بها …) والأهم والأصل هو الوصية قبل التوزيع بعد الممات فلا تترك بناتك عرضة لطمع الأخ الأكبر أو مجموعة الإخوة وقسم تركتك بحياتك بشرط عدم التصرف فيها لغيرك إلا بعد نهاية الأجل وهذا شرع الله تعالى وإلا فإن مايحصل للأبناء بعد وفاة الوالد أو الوالدة فإنهم يحملون وزراً من هذا لعدم كتابة الوصية . ثم النداء إلى الجهات المختصة التشريعية ..كما قمتم بوضع رقم اتصال ثلاثي لوزارة التجارة للإبلاغ عن المخالفات التجارية والغش التجاري فهذا موضوع أهم وأكبر من ذلك فالنساء بحاجة إلى جهة ولتكن وزارة العدل تخصص محكمة مستعجلة في الكشف عن خبايا الأخ الأكبر ووضع قوانين أكثر ديناميكية وأسرع روتيناً في حلّ هذه القضايا الشائكة ووضع قوانين تجرّم وتعاقب كلَّ أخ يتحايل على شرع الله في تقسيم الميراث أو من يخفي جزء من الميراث عن إخوته وخاصة النساء .فكما أوصى الله ورسوله بالنساء فأرجو من السلطة التشريعية تنفيذ أمر الله ورسوله حيث قال : " استوصوا بالنساء خيراً " فهو القدوة والأسوة فيا أيها الذكور تأسوا برسول الله وأطيعوا الله والرسول واتقوه فيما خولكم به.