قال متحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية السورية إن السلطات الكردية أجلت يوم الجمعة آلاف المدنيين من المناطق الكردية في مدينة الحسكة بشمال شرق سوريا في اليوم الثاني للضربات الجوية والقصف المدفعي من جانب القوات الحكومية. وقال المتحدث ريدور خليل لرويترز إن عشرات المدنيين قتلوا خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية ووصف المعركة بأنها الأشرس بين الوحدات الكردية والحكومة السورية منذ بداية الحرب قبل خمس سنوات.وأضاف "الحسكة تشهد حربا حقيقية الآن." وتمثل وحدات حماية الشعب الكردية ركيزة الحملة التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد تنظيم داعش في سوريا وتسيطر على مساحات من شمال البلاد شكلت فيها الجماعات الكردية إدارتها الخاصة. وقال خليل إن معظم الذين تم إجلاؤهم من النساء والأطفال. وأضاف "كل من يستطيع حمل السلاح يقاتل النظام وعصاباته." وأضاف "موقفنا حتى الآن دفاعي لكنه سيتغير كليا إذا استمر النظام في التصعيد بهذا الشكل." وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المدنيين يستغلون فترات الهدوء في القتال للفرار من المدينة. وتفادت الحكومة ووحدات حماية الشعب المواجهة معظم الوقت في الحرب المتعددة الأطراف التي حولت سوريا إلى مناطق منقسمة تخضع لسيطرة الحكومة ومجموعة متعددة من الفصائل المسلحة. ولدى وحدات حماية الشعب أولوية في القتال هي السيطرة على المناطق التي تقطنها أغلبية كردية في شمال البلاد وحمايتها. وللوحدات صلات بحزب العمال الكردستاني في تركيا. وبينما تسيطر وحدات حماية الشعب على أغلب الشمال الشرقي تحافظ الحكومة السورية على وجود لها في مدينتي الحسكة والقامشلي على الحدود مع تركيا. وتسيطر وحدات حماية الشعب على معظم الحسكة منذ العام الماضي. وهذه ثاني معركة كبرى بين وحدات حماية الشعب والقوات السورية هذا العام. وفي أبريل نيسان خاض الطرفان معارك دامية على مدى أيام في القامشلي شمالي مدينة الحسكة. وتسيطر وحدات حماية الشعب على معظم القامشلي أيضا. وذكر المرصد السوري أن القوات الكردية حققت مكاسب في الشطر الجنوبي من المدينة. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن القتال بدأ بعد أن احتجز مقاتلون موالون للحكومة شبانا أكرادا في تحرك جاء بعد تقدم قوات الأمن الكردية صوب مناطق تسيطر عليها الحكومة. وقال ناصر حاج منصور وهو مسؤول كردي في تحالف قوات سوريا الديمقراطية المرتبط بوحدات حماية الشعب إن القوات الكردية التي تسيطر بالفعل على معظم مدينة الحكسة انتزعت السيطرة على مبان من الحكومة بينها كلية للاقتصاد. وقال المرصد السوري إن الكثير من المدنيين يفرون من المناطق المتضررة من القتال وإن المستشفيات في المناطق الكردية من المدينة ليس لديها ما يكفي من الدم والأدوية لمعالجة المصابين. من جهة أخرى قال الجيش السوري في بيان يوم الجمعة إن القتال في مدينة الحسكة بشمال شرق سوريا بين قواته ومسلحين أكراد جاء نتيجة محاولة قوات الأمن الكردية السيطرة على المدينة مما دفع الجيش للرد باستهداف الجماعات المسلحة. وقال البيان إن رد الجيش جاء "مناسبا" وإن أي هجمات أخرى ستواجه بالقوة بعد اليوم الثاني من الاشتباكات والضربات الجوية التي نفذتها الحكومة السورية ضد وحدات حماية الشعب الكردية في الحسكة.