من منا لا يحتاج الى الدعاء رجاء رحمة الله وكرمه كلنا ندعو الله لأنفسنا ولمن نحب، ندعو للأحياء بالصحة والعافية والهداية وبركة العمر وندعو بالرحمة والمغفرة لامواتنا، نعم ندعو الله سرا وجهرا، غير ان الطريق طويل في مجاهدة النفس في خطانا التي نحسبها احيانا تمضي بنا على الطريق، لكنها قد تقودنا الى عكس الطريق عندما نقول ما لا نفعل، ونسئ القول والفعل، يا سعادة من تهتدي خطاه فلا يضل، ونسيء القول ولافعل، يا سعادة من تهتدي خطاه فلا يضل ولا نحسب ان عملنا هو المنجي وانما هي رحمة الرحمن الرحيم فلا نغتر بأعمالنا ونركن اليها دون ان تلهج السنتنا بصادق الدعاء والرجاء قال تعالى : (أمن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء). الدعاء التجارة الرابحة التي يستوي فيها الفقراء والاغنياء لكن عظم الربح يكون على قدر حضور القلب خشوعا وتضرعا بين يدي الله. والدعاء طريق الفوز والفلاح والسعادة في داري الفناء والبقاء وهو الطريق لانشراح الصدر وطهره من ادران الدنيا التي تعلق بالنفس وما ران على القلوب من آثام وقسوة. إن خزائن الله لا تنفذ خيراتها ورحماتها على عباده آناء الليل والنهار جاء في الحديث القدسي: (يا عبادي لو ان اولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل انسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط اذا أدخل البحر). لذا فان الدعاء علامة على تحقيق الايمان تمكنه في القلب يقينا بانه على كل شيء قدير. والدعاء صفة الملائكة عليهم السلام لان اهم وظائفهم التسبيح والاستغفار والدعاء للمؤمنين وصدق الله العظيم: (الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا). والدعاء صفة الرسل عليهم جميعا الصلاة والتسليم، وقد دعا نبينا المصطفى محمد عليه الصلاة والسلام في مواقف عديدة فاستجاب الله دعاءه وأظهر أمره ونصره وقد ذكر الله ذلك في قصة الهجرة ومعركة بدر ويوم الاحزاب وغيرها. هكذا الدعاء من عباد الله الخاشعين المتقين يدعون ربهم ليل نهار فيتحقق مطلوبهم ويفرج الله همومهم وينفس مكروبهم وهم بذلك يتقربون الى الله ويتعبدون بالدعاء فهو سلاحهم وهو سلوتهم في خلوتهم لانهم يعلمون فضل الله عليه ويعلمون حاجتهم الى خالقهم وضعف احوالهم وتمام غنى خالقهم ورازقهم فهم لا يستغنون عن ربهم طرفة عين. والدعاء يحقق ايضا الطلب والسؤال والاستعانة وتعظيم الرغبة الى الله: والسؤال هو وسيلة لقضاء الحاجات الدنيوية والاخروية ورفع الكربات ودفع الشرور والمكروهات في الدنيا والآخرة فقال تعالى، وقد وعد الله عباده باستجابة الدعاء وتكون الادعية وفقا للادعية المأثورة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة واسماء الله الحسنى. وقال صلى الله عليه وسلم: (ان في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة). اللهم إنا نسألك من الخير كله ما علمنا منه وما لم نعلم ونعوذ بك من الشر كله ما علمنا منه وما لم نعلم، اللهم إنا نسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك، ونعوذ بك من شر ما عاذ به عبدك ونبيك، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب اليها من قول او عمل ونعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول او عمل. للتواصل / 6930973