اعتمد برنامج التحول الوطني الذي اقره مجلس الوزراء، 13 مبادرة للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بتكلفة تتجاوز 26 مليار ريال. وتشكل هذه المبادرات مشروعات نوعية تقدمت بها الهيئة للدولة منذ إقرار الاستراتيجية الوطنية للتنمية السياحية وما تلاها من برامج عملت الهيئة على بلورتها خلال العقد الماضي, بهدف الارتقاء بقطاع السياحة والتراث الوطني تحقيقا للغرض الذي تأسست الهيئة من أجله لإنشاء صناعة تنموية متكاملة للسياحة والتراث باعتمارهما رافدين مهمين للاقتصاد الوطني وموردا غنيا لفرص العمل للمواطنين. وتشكل هذه المبادرات استكمالا لمسيرة الهيئة في مشروعات سبق أن قطعت الهيئة شوطا في التأسيس لها وتنفيذها ليتوج برنامج التحول الوطني نجاح الهيئة في الإعداد لهذه المشروعات التي تمثل فرصا ناجحة وجاهزة للانطلاق. وأكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني, أن قائد التحول الوطني ورائد التطوير الحكومي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله , أولى اهتماما كبيرا بقطاعات السياحة والتراث الوطني لتمكينها من أداء أدوارها المنوطة بها، وخصوصاً العناية بالتراث الوطني بوصفه المكون الأساس للهوية الوطنية ومصدر تعزيز المواطنة، وكذلك دعم السياحة الوطنية، لدورها الاقتصادي المهم، وما تملكه من قدرة على إحداث تحولات اقتصادية نحو تنويع مصادر الدخل, إلى جانب تنمية المناطق، وتوفير فرص وظيفية للمواطنين في مناطقهم. وأشار الأمير سلطان بن سلمان في كلمته في الاجتماع الأربعين لمجلس إدارة الهيئة, إلى أن الهيئة أتمت جميع متطلبات البناء النظامي، وبنت قطاعا اقتصاديا ينتظر أن تكتمل له سبل الدعم والتمكين من الدولة ليكون قادراً على أداء دوره في هذه المرحلة الاقتصادية المهمة. وقال سموه : إن الهيئة أحدثت منذ إنشائها تحولا في العمل الحكومي، وعملت على تهيئة البيئة السياحية لصناعة اقتصادية متكاملة العناصر وقادرة على أن تكون رافدا رئيسا للاقتصاد الوطني وفرص العمل للمواطنين, مرحبا سموه بتبني برنامج "التحول الوطني" للفرص التي نضجت في قطاعات السياحة والتراث الوطني بعد أن أكملت الهيئة منذ وقت مبكر كل متطلبات انطلاق هذه الصناعة الاقتصادية المهمة والمطلب الوطني والشعبي عبر توفير الأفكار الخلاقة والجاذبة، وتهيئة كل الأنظمة والشراكات والممكنات. وأكد الأمير سلطان بن سلمان أنه لم يكن للسياحة والتراث أن تكونا من المحاور الرئيسية لرؤية المملكة 2030 لولا العمل الكبير الذي حصل لتغيير المفاهيم وتهيئة المجتمع وإبراز الفوائد في هذين القطاعين وهو ما عملت عليه الهيئة خلال 15 سنة ونقل المفاهيم والقناعات تجاه هذين القطاعين من المعارضة للحياد وصولاً إلى القبول الكامل بل والضغط والاستعجال لاستكمال الأنظمة والشراكات. ولفت إلى أن برنامج التحول الوطني الذي يحقق رؤية خادم الحرمين الشريفين وأسلوبه في العمل الشمولي وحرصه حفظه الله , على تجاوز المعوقات لما يثبت جدواه ويحقق الصالح العام. وتتمثل مبادرات الهيئة في برنامج التحول الوطني في التالي: أولا: برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة (المرحلة الأولى), حيث أقر برنامج التحول الوطني دعم عدد من المشروعات ضمن المرحلة الأولى لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة الذي قدمته الهيئة منذ عامين وجرى اعتماده حينها من الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله -، وأعيد إقراره والتأكيد عليه وتوسيع مجالاته من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله , مطلع العام الحالي 1437ه . وتضمن برنامج التحول الوطني تخصيص مبالغ مالية مهمة من أجل تطوير مكونات التراث الثقافي الوطني، بما يشمل 17 مركزاً للحرف اليدوية، 18 موقعاً تراثياً، 18 متحفاً، 80 موقعاً أثرياً، 6 مواقع تراث عالمي مسجلة في اليونيسكو لتضاف إلى المواقع الأربعة المسجلة في سابقا لتصل إلى 10 مواقع. كما أقر تفعيل وتنشيط الموجودات القائمة (وأبرزها المتاحف)، ووفقا لبرنامج تطوير المتحف الوطني واستكمال العروض المتحفية في المناطق التي سبق أن رفعت به الهيئة وكانت بانتظار تمويلها من الدولة. وتنبثق من مبادرة برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة (المرحلة الأولى) ثلاث شركات تشرف عليها الهيئة وتعمل وفق منهجية تجارية وتنموية تكفل الارتقاء بالخدمات المقدمة وتحقيق عوائد مجزية للحرفيين والمجتمعات المحلية المحيطة بالمواقع المراد تطويرها، وهذه الشركات هي:1- (الشركة السعودية لتشغيل المواقع التراثية) والتي تختص بتشغيل وصيانة المواقع التراثية بالمملكة, 2- (شركة ترميم المباني التراثية) التي تعمل على إعادة وتأهيل المباني التراثية، وستتخصص في تسجيل المباني التراثية وتأمين موظفين متخصصين وتدريبهم للعمل على إعادة وتأهيل المباني التراثية بجودة عالية,3- (الشركة السعودية للحرف والصناعات اليدوية) والتي تتولى دعم وتطوير جودة منتجات الحرف والصناعات اليدوية بمناطق المملكة، والقيام بجميع الأعمال والأنشطة الأساسية والوسيطة والمكملة اللازمة لتنفيذ أوجه النشاط المختلفة التي تتفق مع غرض الشركة. ويعد (برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة) مشروعاً تاريخياً وطنياً مهماً يعكس التطور في برامج ومشروعات التراث في المملكة، ويغطي عدة مسارات من المشروعات الوطنية مثل: الآثار والمتاحف والتراث العمراني والحرف والصناعات اليدوية، والتوعية والتعريف بالتراث الثقافي، وتطوير مواقع التراث العمراني والأثري وغيرها، ويشمل البرنامج 230 مشروعاً تتمثل في هذه المسارات. ثانيا: تطوير أربع وجهات سياحية, ففي مجال تطوير الوجهات السياحية اعتمد برنامج التحول الوطني تطوير أربع وجهات سياحية أقرتها الدولة عام 1425ه وأتمت الهيئة جميع متطلبات إطلاق هذه الوجهات، وهي: جزر فرسان، مدينة سوق عكاظ بالطائف، العلا، شاطئ الرأس الأبيض في الرايس بمنطقة المدينةالمنورة. ويتم تطوير هذه الوجهات السياحية من خلال شراكة بين القطاعين العام والخاص تهدف إلى تطوير وجهات سياحية متكاملة حيث تسهم الحكومة بالأراضي والبنية التحتية والمواقع المميزة، فيما يتكفل مستثمرون القطاع الخاص بتنفيذ مخططات رئيسية لمشاريع سياحية تشمل الضيافة والعروض السكنية والتسلية والترفيه. وتُقدم كل وجهة سياحية قيمة فريدة من نوعها سواء بالنسبة للزوار الداخليين، أو الحجاج والمعتمرين، أو فئات محددة من السياح الدوليين، ومواطني دول مجلس التعاون والمقيمين فيها، أو رجال الأعمال. وفيما يتعلق بمدينة سوق عكاظ, أوضح سمو الأمير سلطان بن سلمان في تصريح صحفي, أن برنامج التحول الوطني خصص ميزانية لمشروع مدينة سوق عكاظ الذي تشرف عليه الهيئة بلغت 861 مليون ريال لتطوير المرحلة الأولى منها 244 مليون ريال لإنشاء مشروعات الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني و 651 مليون ريال قدرت لإنشاء البنية الأساسية داخل وخارج الموقع، مشيرا ً إلى مشاركة القطاع الخاص في التطوير بما يقارب 1291 مليون ريال، وبذلك يصل حجم الاستثمار المتوقع في المرحلة الأولى إلى قرابة ملياري ريال.