اعتمد برنامج التحول الوطني الذي اقره مجلس الوزراء، في جلسته التي رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، الاثنين 1 رمضان 1437ه (13) مبادرة للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بتكلفة تتجاوز 26 مليار ريال. وتشكل هذه المبادرات مشاريع نوعية تقدمت بها الهيئة للدولة منذ إقرار الاستراتيجية الوطنية للتنمية السياحية، وما تلاها من برامج عملت الهيئة على بلورتها خلال العقد الماضي؛ بهدف الارتقاء بقطاع السياحة والتراث الوطني تحقيقا للغرض الذي تأسست الهيئة من أجله؛ لإنشاء صناعة تنموية متكاملة للسياحة والتراث باعتبارهما رافدين مهمين للاقتصاد الوطني وموردا غنيا لفرص العمل للمواطنين. وتشكل هذه المبادرات استكمالا لمسيرة الهيئة في مشاريع سبق أن قطعت الهيئة شوطا في التأسيس لها وتنفيذها، ليتوج برنامج التحول الوطني نجاح الهيئة في الاعداد لهذه المشاريع التي تمثل فرصا ناجحة وجاهزة للانطلاق. وأكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أن قائد التحول الوطني ورائد التطوير الحكومي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (حفظه الله) أولى اهتماما كبيرا بقطاعات السياحة والتراث الوطني؛ لتمكينها من أداء أدوارها المنوطة بها، خصوصاً العناية بالتراث الوطني بوصفه المكون الأساس للهوية الوطنية ومصدر تعزيز المواطنة، وكذلك دعم السياحة الوطنية، لدورها الاقتصادي المهم، وما تملكه من قدرة على إحداث تحولات اقتصادية نحو تنويع مصادر الدخل إلى جانب تنمية المناطق، وتوفير فرص وظيفية للمواطنين في مناطقهم، مرحبا سموه بتبني برنامج «التحول الوطني» للفرص التي نضجت في قطاعات السياحة والتراث الوطني، بعد أن أكملت الهيئة منذ وقت مبكر كل متطلبات انطلاق هذه الصناعة الاقتصادية المهمة، والمطلب الوطني والشعبي عبر توفير الأفكار الخلاقة والجاذبة، وتهيئة كل الأنظمة والشراكات والممكنات. وتتمثل مبادرات الهيئة في برنامج التحول الوطني في التالي: أولا: برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة (المرحلة الأولى): أقر برنامج التحول الوطني دعم عدد من المشاريع ضمن المرحلة الأولى لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة، الذي قدمته الهيئة منذ عامين وجرى اعتماده حينها من الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يرحمه الله -، وأعيد إقراره والتأكيد عليه وتوسيع مجالاته من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله- مطلع العام الحالي 1437ه. حيث تضمن برنامج التحول الوطني تخصيص مبالغ مالية مهمة من أجل تطوير مكونات التراث الثقافي الوطني، بما يشمل 17 مركزاً للحرف اليدوية، 18 موقعا تراثيا، 18 متحفاً، 80 موقعاً أثرياً، 6 مواقع تراث عالمية مسجلة في اليونيسكو لتضاف الى المواقع الأربعة المسجلة سابقا لتصل الى 10 مواقع. كما أقر تفعيل وتنشيط الموجودات القائمة (وأبرزها المتاحف)، ووفقا لبرنامج تطوير المتحف الوطني واستكمال العروض المتحفية في المناطق التي سبق أن رفعت به الهيئة وكانت بانتظار تمويلها من الدولة. وتنبثق من مبادرة برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة (المرحلة الأولى) ثلاث شركات تشرف عليها الهيئة، وتعمل وفق منهجية تجارية وتنموية تكفل الارتقاء بالخدمات المقدمة، وتحقيق عوائد مجزية للحرفيين والمجتمعات المحلية المحيطة بالمواقع المراد تطويرها، وهذه الشركات هي: 1- (الشركة السعودية لتشغيل المواقع التراثية)، التي تختص بتشغيل وصيانة المواقع التراثية بالمملكة.2- (شركة ترميم المباني التراثية)، التي تعمل على إعادة وتأهيل المباني التراثية، وستتخصص في تسجيل المباني التراثية وتأمين موظفين متخصصين وتدريبهم للعمل على إعادة وتأهيل المباني التراثية بجودة عالية. 3- (الشركة السعودية للحرف والصناعات اليدوية)، التي تتولى دعم وتطوير جودة منتجات الحرف والصناعات اليدوية بمناطق المملكة، والقيام بجميع الاعمال والأنشطة الأساسية والوسيطة والمكملة اللازمة لتنفيذ أوجه النشاط المختلفة التي تتفق مع غرض الشركة. ثانيا: تطوير 4 وجهات سياحية وفي مجال تطوير الوجهات السياحية، اعتمد برنامج التحول الوطني تطوير أربع وجهات سياحية أقرتها الدولة عام 1425ه وأتمت الهيئة جميع متطلبات إطلاق هذه الوجهات، وهي: جزر فرسان، مدينة سوق عكاظ بالطائف، العلا، شاطئ الرأس الأبيض في الرايس بمنطقة المدينةالمنورة. ويتم تطوير هذه الوجهات السياحية من خلال شراكة بين القطاعين العام والخاص، تهدف إلى تطوير وجهات سياحية متكاملة، حيث تساهم الحكومة بالأراضي والبنية التحتية والمواقع المميزة، فيما يتكفل مستثمرو القطاع الخاص بتنفيذ مخططات رئيسية لمشاريع سياحية تشمل الضيافة والعروض السكنية والتسلية والترفيه. ثالثا: تطوير وجهة العقير كما تبنى برنامج التحول الوطني مبادرة الهيئة بتطوير وجهة العقير السياحية في الاحساء من خلال الموافقة على تأسيس شركة تطوير العقير لتتولى مهام تطوير وجهة سياحية متكاملة على شاطئ العقير في المنطقة الشرقية، ليكون نموذجاً للوجهات السياحية المتكاملة والجاذبة في المملكة. وقد تم توفير تمويل الشركة وتتبقى الموافقة على تأسيسها. ويعتبر تأسيس شركة تطوير العقير أحد أول مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص بمساهمة عينية من الدولة ممثلة بوزارة الشؤون البلدية والقروية/ أمانة الأحساء، وأيضاً صندوق الاستثمارات العامة وغيره من مؤسسات التمويل. وأكملت الهيئة إجراءات تأسيس شركة تطوير العقير بتاريخ 4/11/1434ه، وأتمت عملية الطرح الخاص للاكتتاب برأس مال الشركة، حيث اكتتب المساهمون من القطاعين العام والخاص بمبلغ إجمالي قدره (2.7 مليار) ريال. رابعا: دعم برنامج عيش السعودية يدعم برنامج التحول الوطني برنامج (عيش السعودية)، الذي بدأت الهيئة في تنفيذه هذا العام من خلال برنامج تعاوني مشترك بين الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني والهيئة العامة للرياضة ووزارة التعليم يهدف إلى تنظيم رحلات طلابية لزيارة مواقع مختلفة داخل المملكة، وذلك بتمويل توفره شراكات بين القطاعين العام والخاص. وتُركز هذه الرحلات على الوجهات التي تُبرز التراث الثقافي والطبيعي الذي تزخر به المملكة (من مواقع أثرية ومتاحف وغيرها) مع تقوية شبكة بيوت الشباب. خامسا: مبادرة ضمان التمويل تهدف مبادرة ضمان التمويل لتطوير تمويل المؤسسات المالية التجارية للمشاريع السياحية والتراثية من خلال ضمان تسديد القروض للمؤسسات المالية في حالة التقصير أو عدم الدفع. وسيمكِّن استثمار رأس مال بقيمة 300 مليون ريال سعودي كضمان تمويل للمشاريع السياحية والتراثية من الحصول على مليار ونصف ريال سعودي من قروض تمويل المشاريع المضمونة. سادسا: برنامج اقراض المشاريع الفندقية والسياحية وفيما يتعلق ببرنامج اقراض المشاريع الفندقية والسياحية الذي تتعاون فيه الهيئة مع وزارة المالية، فقد خصص برنامج التحول الوطني مبلغ ثلاثة مليارات ريال من الموارد المالية على مدى خمس سنوات لصندوق تابع لوزارة المالية يتم تكريسه لتوفير قروض بدون فوائد إلى المستثمرين العاملين في المشاريع السياحية. وأقر توسيع نطاق الإقراض ليشمل جميع المشاريع السياحية والتراثية عوضاً عن مشاريع الفنادق، ومراجعة الاتفاق القائم مع إدخال بعض التعديلات على مستوى ملكية الأراضي والحد الأقصى لقيمة القرض. سابعا: مجلس التسويق السياحي ومن المبادرات التي تعمل عليها الهيئة في إطار برنامج التحول الوطني إنشاء كيان تنظيمي بمشاركة القطاع الخاص لإدارة وتطوير مجموعة من المنتجات والأنشطة والوسائل والأدوات التسويقية الداعمة لصناعة السياحة والفعاليات، بما في ذلك المعارض والمؤتمرات تحت مسمى «مجلس التسويق السياحي». وسيقوم المجلس بتمويل العمليات من خلال إقرار رسم سياحي لكل ليلة يتم فرضها مباشرة من طرف الفنادق، وتستحصل من قبل الصندوق بغرض التعريف وتطوير البرامج السياحية، التي تؤدي إلى تطوير المنتجات السياحية والارتقاء بالتجربة السياحية المتكاملة. ثامنا: الشركة السعودية للتنمية والاستثمار السياحي القابضة ومن أبرز مبادرات الهيئة، التي أقرها برنامج التحول الوطني تأسيس الشركة السعودية للتنمية والاستثمار السياحي القابضة التي تتولى مسؤولية إحداث «كيانات ذات أغراض خاصة» من أجل تطوير وجهات جديدة، فضلاً عن القيام بالترويج التجاري لجذب المستثمرين للاستثمار في هذه «الكيانات». تاسعا: مبادرة «المملكة وجهة المسلمين» تبنى البرنامج مبادرة «المملكة وجهة المسلمين» التي أطلقها سمو رئيس الهيئة، ومن أبرز مساراتها (برنامج رحلات ما بعد العمرة) الذي يستهدف الزوار من المعتمرين، ويحقق منافع لهم في مجالات السياحة الثقافية لمواقع التاريخ الإسلامي والمتاحف المتخصصة، وسياحة الاعمال والمؤتمرات والأنشطة التجارية الاخرى؛ مما يسهم في تنمية الاستثمارات في تطوير مرافق وأنشطة تخدم هذه الفئة للاستفادة من فترة وجودهم في المملكة وتطوير البنية التحتية لاستقبال العدد الكبير من المعتمرين والزوار، وتهيئة شركات العمرة، والادلاء وايجاد فرص عمل جديدة للمواطنين وغيرها من الأعمال التي يمكن ادراجها تحت هذه المبادرة.