يقال إن الكذبة السوداء هي الكذبة الكبرى التي تدمر البيوت .وأن الكذبة البيضاء هي ليست ألا تحريف شيء من الحقيقة يخدم مصلحة الشخص.لذلك يسمونها بيضاء لأنها تنجي صاحبَها وتستر عليه، وتخفف من حدة النقاش والتساؤلات المتكررة بين الأطراف ولكن لوقت قصير.أنهم يستعملونها وقد تعودوا عليها وليست سوى مدخلٍ لكذب أخطر…ولكن الكذبة كذبة حتى ولو كانت حاملة لراية السلام يعني الأبيض،وهناك مقولة تتردد دائما على ألسن مثقفين وكتّاب يظهرون على القنوات الفضائية بين فترة وأخرى وهي " أن الرجل إذا أحب يُصبح كاذباً، وأن المرأة حين تُحب تصير حمقاء".وفي قناعات بعض الرجال في ذلك أن قليل من الكذب ضروري أحياناً ..لحماية قلبك من الوقوع في كذبة كبيرة مع الزوجة حتى تستمر الحياة ! لكن الأ تتفق معي أن الكذب أصبح له دور في حياتنا،فالموظف عندما يتأخر عن عمله يسأله المدير : ليه متأخر يقول السيارة خربت وأنا في الطريق وعلى قول الممثل المصري الراحل علي الشريف سيارته مية فل وعشرة. وحين يغيب الطالب من المدرسة ويقول والدي مريض ولا يوجد أحد يوصلني للمدرسة ،ووالده بصحة وعافية. ولعلني أذكر أستاذي الجامعي وأنا على مقاعد الدراسة الجامعية حينما وجه سؤالاً مباغتاً لتلاميذه قائلاً :ماذا يحدث لو نهض الناس ذات صباح وقرروا أن يكونوا صادقين مع أنفسهم ومع غيرهم صدقاً مطلقاً؟!بعض التلاميذ حملق عيناه والبعض الأخرى قال بصوت مرتفع ،ماذا ؟؟! قال الأستاذ اعتقد لن يبقى اثنان لا يختلفان مع بعضهما. الصديق سيختلف مع صديقه والزميل مع زميله والزوج مع زوجته والأب مع ابنه. أن المسايرة والمداراة ومختلف ضروب اللياقة هي التي تمنع العلاقات بين الناس من التفكك والانحلال وهذه تتطلب باستمرار شيئاً قليل من الكذب الذي يخلص الناس من مشاكل كثيرة يمكن أن تنشأ في ما بينهم. وخلاصة القول :كلنا نكذب أن لَم نكن نكذب علي الآخرين فإننا نكذب علي أنفسنا لكي نعطي المبررات لأنفسنا ونخفف وطأة لوم ضمائرنا ،أو نتجمل ونضحك قليلا ..لكن يضع مبررا عندما يكتشفه الآخرين بكذبه ..ويقول أنا لا أكذب ولكني أتجمل أما قرائها في قصة كاتبنا الكبير إحسان عبد القدوس أو سمعها في الفيلم المصري من الفنان الفذ الراحل احمد زكي.