هل للحكمة مقتضيات صفاتية وسلوكية؟ هذا مما تجيب عليه آيات الله في كل من سورة الإسراء (من الآية 22 (ولا تجعل مع الله إلها آخر...) إلى الآية 39 في قوله (ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة)) وفي سورة لقمان من الآية 12 إلى الآية 19، ويمكننا أن نجمل تلك الصفات والسلوكيات فيما يلي: عدم الإشراك بالله: - (لا تجعل مع الله إلها آخر فتقعد مذموما مخذولا) (الإسراء). - (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه..) (الإسراء). - (يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم) (لقمان). - (ومن كفر فإن الله غني حميد) (لقمان). إقامة الصلاة والأمر والنهي والصبر: (يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانْهَ عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور) (لقمان). النهي عن أكل مال اليتيم: (ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن) (الإسراء). الوفاء بالعهد: (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا) (الإسراء). الوفاء بالكيل: (وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير وأحسن تأويلا) (الإسراء). النهي عن أن يقفوا الإنسان ما ليس له به علم: (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا) (الإسراء). خلاصات.. بعد جولات إن الله الحكيم هو مصدر الحكمة كلها: تعليما وتنزيلا، ووحيا، وإيتاءً. إن كتابه الحكيم هو مصدر ثان للحكمة تلاوة وتدبرا وتفكرا واستقاءً. إن رسله الذين تعلموا وأوتوا ونزلت عليهم الحكمة هم مصدر ثان أيضا لتلمس الحكمة، سواء في أقوالهم أو أفعالهم أو سيرهم. إن التأمل والتفكر والتدبر في أنباء الأمم السابقة والحاضرة في كليات أمورها وجزئياتها هو مصدر ثالث ودائم للحكمة ومن هنا يأتي حديث نبينا "الحكمة ضالة المؤمن...". إن استقاء الحكمة ممن آتاهم الله الحكمة من عباده سواء أكان ذلك من أقوالهم أو من نتاج أقلامهم هو مصدر ثالث أيضا ودائم للحكمة. إن الحكمة هي سبيلنا للدعوة والحركة في الناس نجيء بها إليهم ونسعى بها بينهم. إنه لا بد لتحصيل الحكمة من العزة.. فلا حكمة لذليل. إن بيئة الحكمة هي: تزكية وعلم، فلا بد لمن أراد الحكمة ألا يمل ولا يكل من تزكية نفسه ومن التزود بالعلم. إن التواضع والتوبة على الناس، ووسعهم هي أمور تعين على تحصيل الحكمة. إن للحكمة علامات: أولها توحيد الله وعدم الشرك به.. وثانيها شكر الله وحمده.. وشكر الناس، وثالثها الشكر لأغلى الناس بالبر بالوالدين وإن دعونا إلى الكفر، ورابعها فعل الخيرات.. وترك المنكرات.. سواء منها ما كان في حق الله..أو ما كان منها في حق عباد الله. وأخيرا.. فلا حجر على فضل الله فهو سبحانه (يؤتي الحكمة من يشاء * ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا).. فاللهم آتنا الحكمة.. قدرة.. ومعانيَ.. ونتاجًا.. إنك على ما تشاء قدير.