دخلت التقنيات الحديثة للتواصل الاجتماعي دنيا الافراد والاسر والمجتمعات وغدت من الضروريات في حياتهم لدرجة ان هناك الغالبية لا يمكنها الاستغناء عنها كلية بسبب تهافت الجميع الى اقتنائها حتى لو فاقت اثمانها مداخيل التقنيات الحاسب الآلي (الكمبيوتر) والعاب الليزر والاي فون والآي باد، والبلاك بيري والقائمة طويلة. فقد اظهرت احدى الدراسات الجامعية ان الاجهزة التقنية والالعاب الالكترونية اصبحت تشكل خطراً داهماً على الانسان – أياً كان – عمره الاطفال والشباب والكهول والشيوخ من الجنسين إذ تسبب كثرة استخدامها الى احداث اعاقات تحرمهم مع الوقت من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي ، منها: تشنجات في عضلات العنق والرأس وآلام في عضلات مختلفة في الجسم نتيجة الجلوس الطويل أمام هذه الاجهزة التي تبث (الوميض المتقطع) المنبعث على مستويات متباينة من الاضاءة في الرسومات المتحركة في هذه الالعاب والاجهزة حدوث نوبات الصرع او العنف. كما ان الاستخدام المفرد لالعاب الحاسوب يحدث اهتزازات ينجم عنها في النهاية الى الاصابة بمرض ارتعاش الاذرع! وفي دراسة اخرى اجريت على المراهقين من سن الثامنة وحتى السن الثامنة عشرة اشارت الى ان الآثار الضارة لوسائل الاعلام الحديثة كألعاب الفيديو ومشاهدة التليفزيون وتصفح شبكة المعلومات العالمية (الانترنت) بشكل مستمر ودائم السبب الرئيسي في زيادة الوزن (السمنة) وضعف اللياقة البدنية! ونوهت دراسات عديدة الى ان نحو نسبة (90%) من مستخدمي الحاسب الآلي والهواتف الذكية يعانون من مشكلات في العين كضعف في النظر والرؤية الضبابية وألم ودموع في العينين وصداع وضعف تدريجي في قوة البصر قد تعمل الى اعاقة بصرية جزئية وقد اكدت دراسات وبحوث في جامعة (ساني) لطب العيون في مدينة نيويورك في الولاياتالمتحدةالامريكية ان هناك اثار سلوكية تتركها (العاب الصراعات والحروب) في تعزيز الميول الى العنف والعدوان لدى الاطفال والمراهقين الذين سرعان ما تتحول (التسلية) الى ممارسة الى الاعتداء والاعتياد على القتل مما يعطي للمتعاطين لها اسباباً متنوعة لارتكاب ابشع الجرائم عن طريق تطور وتنمية عقولهم وقدراتهم ومهاراتهم العدوانية في القتل والاعتداء! كما ان هناك دراسات علمية كثيرة تحذر من اعراض الادمان للمرضى لالعاب الفيديو التي تسبب اضطرابات في النوم والقلق والتوتر والاكتئاب والعزلة الاجتماعية التي نلحظها جميعاً بشكل ملفت للنظر في هذا الزمان داخل كل بيت ومنزل وسكن يفضل الاطفال والشباب من الجنسين – الذكور والاناث – في انعزالهم عن افراد الاسرة الواحدة في غرفهم مما يؤدي الى فقدان الانسجام الاسري مع بعضه البعض نتيجة البعد كل فرد من افراده على حدة بالاضافة الى فقدان الرقابة الاسرية المتمثلة في الاب والام في التوجيه والمتابعة والرقابة. فهل حان الوقت لتفعيل التوعية في مختلف وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي لحث الاطفال والشباب الى الحد من استخدام وسائل التقنية المعاصرة في الغرف المغلقة داخل الاسر لما له من مخاطر لا تحمد عقباه، ويِأتي في مقدمتها الانعزال، بعيداً عن التوجيه والمتابعة والرقابة.