* في عام 2011 كنت في زيارة لمدينة سور ابايا الاندونيسية ، وخلال زيارتنا لتلك المدينة الواقعة في اقليم جاوة الشرقية، أدينا صلاة الظهر في (مسجد أكبر أو الأكبر) وهو ثاني أكبر جامع من حيث المساحة في اندونيسيا , بعد مسجد الاستقلال بالعاصمة جاكرتا. * الشاهد مما تقدم اننا بعد أداء صلاة الظهر , لفتتنا مجموعات من الرجال والاطفال والنساء , ممن كانوا في ملابس زاهية , لمحناهم وهم يغذّون السير في ساحة المساجد , التي لم تكن بعيدة عنا، باتجاه سلم كهربائي يوصلهم للدور الثاني، وفيما نحن نفكر فيما يمكن ان يكون عليه خبر أولئك , أفادنا المرشد السياحي المرافق لنا , ان ثمة حفل زواج بالقاعة العلوية من ذلك الجامع الكبير . * ثم أن مرشدنا السياحي قد اقترح علينا زيارة حفل الزواج ذاك ، والذي بدأت لنا جمالياته ظاهرة إلاّ من حيث توقيته، حيث كانت تلك هي المرة الاولى بالنسبة لي , ان احضر حفل زواج يقام بعد صلاة الظهر . * وخلال أحاديثنا على هامش تلك الجولة اخبرت الرفاق , أن في مسقط رأسي مدينة الباحة، تبدأ حفلات الزواجات عادة بعد صلاة العصر، ثم يكون العشاء بعد صلاة المغرب، ولا تأتي الساعة التاسعة ليلاً، إلا وكل الحضور يتقلّبون على فرش نومهم داخل بيوتهم. * جالت في ذهني كل الصور السابقة , وانا احضر قبل أيام حفل زواج لابن صديق لنا في جدة .. ولأن (جدة – غير) فلم يكن خروجي من بيتي باتجاه حفل الزواج الاّ بعد التاسعة والنصف مساء .. المهم اننا بعد الوصول للحفل ظللنا نتفرس وجوه بعضنا، أو نقلّب محتويات جوالاتنا ، رغم ايقاعات الفرقة الشعبية الصاخبة التي كانت تصم الآذان ولم نفهم منها جملة واحدة ، حتى اقتربت الثانية عشرة ليلاً من دون أن يدعونا صاحب الفرح للانتقال لصالة الطعام . أنا في حقيقة الامر لم أستطع مواصلة الجلوس بعد ان اعلن الليل انه قد انتصف ، فبارحت المكان ميمماً شطر بيتي وأنا أردد سؤالا حانقاً .. الى متى وحفلات الزواجات في جدة تقام في قاع الليل ، ما الحكمة (يعني) بالضبط .. وهل ثمة (مصلحة) عظيمة من (ربط) الناس الى نصف الليل في قاعة افراح ،وكذلك أخواتنا النساء اللواتي يكون موعد خروجهن قرب صلاة الفجر ، ما المغزى من إهدار الوقت وارهاق الناس ؟ السؤال الذي تعبنا من كثرة ترديده .. اين المسؤول الذي بيده تبديل هذا النمط , من الثقافة الفرائحية المغموسة في عمق الليل ؟.