في الحرب التي تشتعل أدوات النصر فيها علم خبرة وسلاح ورجال، أما ما عدا ذلك فلا قيمة له في الحرب، نحن لا ننتصر في الحرب بفخر على العدو وان كان يمت للحقيقة بصلة، فما انتصر احد بالفخر وحده، كما لا ننتصر في الحرب بسب وشتم العدو واذا توغلنا في هذه الامور، فأننا قد لا ننتصر، لأنا بها قد نشفى الغليل أحياناً فنظن ان هذا كاف وحده، فسبنا وشتمنا للشيعة الاثنا عشرية لم يتوقف منذ زمن طويل، ولكنه حتماً ما ادى بنا على ان ننتصر على ايران، ولن ننتصر به فان كانوا فرساً او عرباً لا يهمنا هذا ولكن يهمنا عدوانهم علينا ولن نرد عدوانهم بسبهم ولا شتمهم، بل ان يدركوا ان لنا قوة تواجههم ان ارادوا العدوان علينا، الله عز وجل هدانا لعوامل النصر فقال في محكم كتابه (وأعدوا لهم ما أستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وانتم لا تظلمون)، ورغم أن ايران دولة مسلمة يتعامل معها من منطلق أنها كذلك، ولكنها اذا تعرضت لنا بعدوان، وجب علينا رد عدوانها والانتصار عليها حماية لوطننا واهله ونرجو ان تختفي الشتائم والسباب من إعلامنا، ذلك أنه ليس من ادوات النصر ابداً، وهو اذا صدر عنا انما يضعف مواقفنا والقوي هو من يحشد اسباب النصر، حجة قوية، بأدلة باهرة وقوة رادعة وفقط هي اسباب النصر، والتجاوزات بالسب والشتم لا تفيد في زمن الحرب وان استخدمها البعض يريد بذلك ان يسيء الى خصمه الا انها في هذا العصر اصبحت من الدلائل على ضعف موقفه أرايتم ما سمي حزب الله فقد اسقطته شتائمه لكل من يختلف معه، واصبح الجميع لا يرتاحون الى طريقته وتوحي اليهم بضعفه، فقد غابت المقاومة التي ادعاها زمناً طويلاً، فحضرت الشتائم بديلا عنها فلم تهتم لشتائمه وسبابه دولة الصهاينة وهي على أرض الواقعة تهزمه، ونحن لا نريد نصراً على اعدائناً الا عبر قوانا الذاتية، عبر جيشنا وقوة امتنا ومعرفتنا الحقيقية بقدرات عدوانا، والتي نحشد لها ما نستطيع به ان نهزمها، ذاك هو ولاشك القوة الحقيقية، التي تعيد الامر الى نصابه، وتضعف مواقف اعدائنا واظننا بدأنا هزم اعداءنا لاننا غيرنا أساليبنا وأدركنا أن النصر له اسباب حقيقية تؤدي اليه قواتنا المسلحة المدربة تدريباً عالياً، وأسلحتها المتطورة ورجالها الأشداء المؤمنون بقضيتهم في الدفاع عن أغلى الأوطان أرض المقدسات، وهم الذين يحموننا ويحموا وطنهم من كل غادر يريد بأرضنا وشعبنا سوءاً ومن يعرف تاريخ هذه الأمة ونحن طليعتها، يعلم أن النصر يسير في ركابها فقد نصرها الله بالرعب يوم ان كان قائدها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن اتباعه الذين نسير على نهجه ويقينا ان الله نصارنا لان دفاعنا عن بيته وحرمه الآمن وما اخلصنا العمل لله عز وجل الا ورافقنا النصر في كل حين فلنتبع ولا نبتدع أبداً ليكن طريقنا للنصر واضحا انما نريد الاصلاح ونسعى اليه ونعمل لخير أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم التي عملنا من اجلها دوما لنصرتها بحق وصدق لا نريد من وراء هذا جزاء ولا شكوراً فنحن دوماً نبذل لامتنا الاموال من اجل ان يعيش افرادها بكرامة وغيرنا لا يبذل لها سعياً الا ويريد منها ان تشاركه افعاله الرديئة في كل مكان تستقر فيه طلائعه وهذا هو وجود ايران في البلدان العربية إنما يجر عليها اخطاراً قد لا تنجو منها ان استمر وجودها فيها، في لبنان واليمن وفلسطين وما تسعى الى ان توجد فيه من اوطان المسلمين، الدين ما عرفوا الشر الا بقدوم طلائع ايران اليهم، وانا مع اخواننا العرب نسعى الى خطة عدل تمنع الشر عن اوطان المسلمين وسننجح لا محالة فالخير يبقى والشر يجتث من فوق الارض، وتطهر منه بقوة الخير التي تسعى بها بلادنا الى عالمنا الإسلامي ولاشك، فتلك غايتنا دوماً والله حامينا، ولنكن دوماً طلائع الخير لكل ارض اسلامية، وهو ما نرجوه والله ولي التوفيق.