هذا عنوان كتاب للاستاذ عبدالله كنو من المغرب الاقصى يؤرخ لهذا الادب الذي نسيه كثير من الكتاب والادباء المشارقة وقد الفه صاحبه لا ليميز ادب المغرب بميزة ليست في الأدب العربي العام ولا الى تخصيصه ببحث مستقل يجعله في نظر المغاربة او غيرهم كتاباً خاصاً بأدب قطر من اقطار العروبة على حدته وانما – والقول للمؤلف الكنون – كان مقصودي الاهم من تأليفه هو بيان اللبنة التي وضعها المغرف في صرح الادب العربي الذي تعاونت على بنائه اقطار الغروبة كلها وذكر الادباء المغاربة الذين لم يقصروا عن اخوانهم من المشارقة ومغاربة بقية اقطار المغرب العربي في العمل على ازدهار الأدبيات العربية على العموم ويشير الباحث المغربي كنون الى اهمال هذا الجزء من بلاد العروبة في كتب الأدب وكتب تاريخه واذا ذكر ادب تونس والجزائر فلا يذكر ادب فارس ومراكش الذي يحوي على كنوز عظيمة من ادب وشعر وكتابات وتآليف لغوية وبلاغية وشعرية وفنية لا يقصر كل ذلك عن ادب قطر من الاقطار العربية الاخرة وشخصيات علمية وادبية لها في مجال الانتاج والتفكير مقام رفيع ولكن الاهمال قد تركها – أي تلك الكنوز – بحيث تجمع في كتاب والتنبيه في خطاب ادى الى وادجه فاحتاج الى من يبعثه من مرقده. تلك إذن العوامل التي دفعت الكنون الى تاريخ النبوغ المغربي في الادب والفكر والشعر في المغرب العربي بل أدب عربي متصل من الخليج الى المحيط كتبه الذي ألفه في ربيع الآخر 1380ه المصادف أكتوبر 1960م بمدينة طنجة حيث كان مسكن المؤلف وقد ورد في كتاب النبوغ المغربي عرض وتحليل في تقديمه بقلم الامير شكيب ارسلان اديب العربية وامير بيانها العظيم عرج فيه على فتح العرب للمغرب والاندلس ثم ذكر خطبة الفاتح الكبير طارق بن زياد المشهورة وكان الامير علي ريب من نسبة تلك الخطبة لطارق الى ان جلا ذلك المؤلف الكنون اولا لان طارق كان اصله بربرياً وقد نشأ في حجر العروبة والإسلام، ثانياً لان نبوغ غير العرب في اللغة العربية منذ اعتناقهم الإسلام امر غير بدع حتى يستغرب من طارق وهو الذي نشأ في بيت اسلامي عربي ثالثا لانه ليس في الخطبة من صناعة البيان ما يمتنع نسبتها لطارق وبلاغتها في نظره انما ترتكز اولا وبالذات على معانيها والمعاني ليست وقفا على عربي ولا عجمي الامر الذي قطعت جهيزة قول خطيب من قلم الكنون واستراح له الامير ارسلان وهي شهادة جاءت من اهلها وهكذا سار الكتاب مسيراً أدبيا وطريقاً شعرياً وسبياً قنياً كتاريخ وسيرة للنبوغ المغربي في الادب العربي قديمه وحديثه في مجلد يحتوي على ثلاثة اجزاء بدون ذكر لدار نشره وموزعه والظريف ان اول تفريط لهذا الكتاب الكنوني عبارة عن ابيات شعرية نظمها عالم واديب هو السيد الحاج محمد اليمني الناصري يقول فيها: يا بني الضاد تحلو بالنبوغ المغربي يتجلى فيه ذوق للفتى الحر الأبي إذ أتى بالعمل الفذ الجليل العبقري وتحرى صوب صدق فيه بالحر حري فليعش حراً طليقاً في سما الفكر السني رافلاً في خير عيش كامل القد هني