جامعة الدول العربية تٌعرف العربي : بأنه مواطن سكن الأرض العربية ونطق بالعربية وله تطلعات الشعوب الناطقة بها ، ويقول عالم الانثروبولوجيا د. أحمد مصطفى أبو زيد : " إن مقومات الثقافة العربية تنحصر في ثلاثة عناصر رئيسية هي :" اللغة والدين والتراث ". خرج العرب من أرض شبه الجزيرة العربية – مهد العروبة والإسلام واستوطنوا بلاد الشام وبلاد الرافدين والشمال الافريقي وشكلوا ما يسمى بالعالم العربي الذي يضم 22 دولة ويمتد على مساحة واسعة وأراضي تتسلسل في الجغرافية الطبيعية . في القرن السابع الميلادي ومع بداية الفتوحات الإسلامية أسس العرب إمبراطورية كبرى حكمها الخلفاء الراشدين والأمويين والعباسيين ، امتدت من الحدود الجنوبية لفرنسا غربا إلى حدود الصين شرقاً ومن آسيا الصغرى شمالاً إلى السودان جنوباً . هذه الامبراطورية نشرت الدين الاسلامي الحنيف بمبادئه السامية النبيلة وضربت مثلاً بالتسامح وإقامة العدل بين الناس وأطلقت الحريات في التعبير والكتابة والبحث وعلمت البشرية أن حرية الفكر لا تتنافى مع استقامة الدين ، فاستحقت أن توصف كما ذكرها القرآن الكريم بأنها خير أمة أخرجت للناس ، وكما قال عنها المؤرخ الفرنسي غوستاف لوبون : " ما عرف التاريخ فاتحاً أعدل ولا أرحم من العرب" . سجلت تلك الفترة الذهبية في تاريخ العرب أعظم حضارة انسانية ولعبت دوراً هاماً في تطور المجتمعات وتقدم الشعوب ، انفتحت على العالم واستوعبت ثقافة الآخرين وأخذت عن الحضارة اليونانية والفارسية الكثير من المعارف والعلوم فازدهرت الحياة فيها وقوي الاقتصاد وتطورت الصناعة والتجارة وعلم الفلك والملاحة وتقدّم الطب والهندسة والعمران وتوالت الكشوفات وازدادت المخترعات ونشطت حركة التأليف والترجمة ، وانتشرت اللغة العربية وعربت الدواوين وصكت النقود ،وبرز علماء كثر أمثال : ابن سينا ، ابن خلدون ، الخوارزمي ، ابن الهيثم ، الادريسي ، ابن خلدون . ومن المؤسف أن هذه الدولة القوية انهارت ودب الضعف في أرجائها مع ظهور الانقسامات في طوائفها والتناحر بين حكامها حتى صارت فريسة سهلة انقضّ عليها الطامعون في ثرواتها ، وباتت في مواجهة مع الغزو المغولي والحملات الصليبية والاحتلال العثماني الذي دام أربعة قرون والاستعمار الفرنسي والبريطاني الذي تقاسم العالم العربي بموجب اتفاقية سايكس – بيكو 1916م، ثم الاستيطان اليهودي لفلسطين بموجب وعد بلفور 1917م .ولا نعلم في تاريخنا المعاصر ما الذي سيجري من أحداث بعد هذا المدعو " بالربيع العربي" الذي طاف حول بعض بلداننا العربية وأشعل فيها الحروب وأثار بين طوائفها النعرات ، وعمق الخلافات المذهبية بين مواطني البلد الواحد ، وكأن التاريخ يعيد نفسه في أسباب انحطاط دولتنا الاسلامية العظيمة التي نفخر!! فمتى سنتوحد على كلمة سواء ، وننهض بعالمنا العربي وتقوم لنا قائمة بين الأمم ؟ ونردد مع بعضنا البعض نشيد الشاعر فخري البارودي ( بلاد العرب أوطاني ) : بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان ….ومن نجد إلى يمن إلى مصر فتطوان فلا حدٌ يباعدنا ولا دين يفرقنا …………..لسان الضاد يجمعنا بغسان وعدنان لنا مدنية سلفت سنحييها وإن دثرت …ولو في وجهنا وقفت دهاة الإنس والجان فهبوا يا بني قومي إلى العلياء بالعلم .. وغنّوا يا بني أميّ بلاد العرب أوطاني Twitter:@bahirahalabi