يبدو أن أزمة الحجوزات في الخطوط السعودية، مازالت عصية على الحل، حتى في ظل شراء الخطوط لطائرات جديدة، فسوق السفر المحلي ينمو بشكل مطرد، وبأكثر مما تتوقع بعض التقارير، الأمر الذي أربك – ربما – خطط الناقل الوطني، لسد الفجوة الكبيرة بين طالبي مقاعد الطيران، وبين امكانيات غير كافية لدى الخطوط السعودية. سوق السفر المحلي ينمو بحسب بعض التقارير بنحو 15% سنوياً، وثمة حوالي 2 مليون مقعد يحتاجها مسافرون ولا يجدون منها إلاّ القليل جداً، وتحول الحصول على مقعد في ظل الظرف الطارئ الى هاجس كبير لدى طالبي السفر جواً في الرحلات الداخلية.. هذا في الايام العادية، اما في الصيف فهناك بحسب بعض وكالات السفر، عجز يصل الى حوالي 35% في المقاعد.. ويقابل كل ذلك نمو ضعيف في الاسطول الجوي، لم يرتق الى مقاربة حاجة السوق. هناك من يرى ان ناقلنا المحلي بحاجة الى حوالي 220 طائرة جديدة لمواكبة حاجة السوق، ولكي تكون عنصراً ايجابياً في دعم الاقتصاد والسياحة المحليين، وتلبية تطلعات المواطنين الذين ارتفع معدل ثقافة السفر عندهم، وصاروا يحجزون للعطلات قبل بدايتها باربعة اشهر تقريبا، وبمعدل وصل الى اكثر من 90% طبقاً للمصدر السابق. وبقيت نقطة مهمة وهي انه في ظل كل ما تقدم فاجأت الخطوط السعودية ضيوفها – مع الأسف – بزيادة اسعار التذاكر الداخلية الى نسبة لا تقل عن 10% .. ثم كان هناك مفاجأة اخرى وهي الغاء خصم ال 50% للطلاب والطالبات، والمعمول بها منذ سنوات طويلة بحجة عجيبة وهي دعم وتحسين الخدمة. في وقت قال فيه عدد من المسافرين داخلياً ان وجبات الطعام مثلا، لم يطرأ عليها جديد او تطوير، نهيك عن ان "ارامكو" قد خفضت سعر البنزين للناقل الوطني بقرار من مجلس الوزراء، وان جزء كبيراً من محتوى رحلات الخطوط السعودية يكون في ال 23 مطاراً الداخلية، التي ليس على "ارضياتها" ايجارات، فوق ان الطائرة الواحدة لا تقلع اصلا الا بطاقة تشغيلية عالية "معظم المقاعد تكون مشغولة" مما يجعل التكلفة على الخطوط السعودية اقل. اما ازمة حجوزات الخطوط السعودية فقد اثرت حتماً على برامج رحلات الاسر داخليا وخارجيا، وبدلا من ان تخضع الخطوط لرغبة الضيف في مواعيد ووجهات سفره، حدث العكس وصار هو الذي يخضع ل "امكانيات" الخطوط السعودية غير المقنعة تماماً. الامر الذي يجعل الحاجة ماسة اكثر من أي وقت مضى، الى دخول شركات طيران جديدة الى الداخل السعودي، لاثراء سوق النقل الجوي بديناميكية تشغيل اكبر تلبي حاجته، اضافة الى ضرورة ان يجتهد ناقلنا الوطني اكثر واكثر على تطوير ادواته بشكل منهجي، يثمر نتائج يلمسها الناس على الارض.