في الرابعة والنصف فجراً تلقى أحد رجال قوة أمن المسجد النبوي الشريف المتواجدين في مركز رعاية الأطفال التائهين بالمدينةالمنورة التابع لجمعية هدية الحاج والمعتمر الخيرية بلاغاً من إدارة أبواب الحرم عن وجود طفلٍ تائهٍ في سن السابعة من الجنسية التركية ، حيث كان الطفل في حالة يرثى لها من شدة البرد والخوف لفقدانه لأهله وعدم وجود لغة تواصل تجمعه مع من كانوا عنده، حيث توجه رجل الأمن وفريق العمل في المركز لاستلامه والتوجه به إلى المركز، وكان حاجز اللغة سداً منيعاً لمعرفة اسمه أو العنوان الذي يسكن فيه.. حيث تم بداية ربطه بمن يقوم بالترجمة بين اللغتين التركية والعربية لطمأنة الطفل ومعرفة اسمه وبعض المعلومات التي تساعد العاملين في مركز رعاية الأطفال التائهين في البحث عن ذويه حيث يتم ذلك بواسطة ارسال صورة الطفل لجميع بوابات الحرم النبوي الشريف في جميع الجهات . وبعد الانتهاء من صلاة الفجر لاحظ أحد رجال الأمن في البوابات رجلاً حائراً يلتفت يمنةً ويسرةً يبحث عن شيء مفقود فتوجه إليه مسرعاً وأشار إلى هاتفه النقال وهو يحمل صورة فلذة كبده الذي فقده بين مئات الألوف من زائري الحرم المدني، وحينها توجه والداه مع رجل الأمن إلى المركز لاستلامه، والذي بدأ هو الآخر يظهر عليه أثر القلق بعد انتظاره لساعة ونصف الساعة في المركز، وبعد دخول والده ارتفع صوت أحمد فرحاً وراح راكضاً إلى أحضان والده الذي عبر عن شكره لحكومة خادم الحرمين الشريفين بعد أن وجدوا طفلهم بأتم صحة وعافية وفي أيدٍ أمينة . وأوضح نائب رئيس مجلس إدارة جمعية هدية الحاج والمعتمر والزائر الخيرية المشرف على فرع المدينةالمنورة الدكتور يوسف الباحوث أن المركز يعد إحدى خدمات جمعية هدية الحاج والمعتمر والزائر الخيرية ضمن برنامج العناية ، ويعمل على مدار الأربع والعشرين ساعة طوال العام دون توقف بالشراكة مع قوة أمن المسجد النبوي ويختص برعاية الأطفال التائهين من البنين والبنات، وإرشاد التائهين من كبار السن. وأضاف :»إن حالة الطفل التركي ( أحمد فاضل ) مثل الكثير من الحالات التي تصل إلى المركز ويتم التعامل معها بحرفية ومهنية عالية بإشراف الحاضنات من الفتيات الجامعيات السعوديات والأخصائيات التربويات إلى جانب غرف الألعاب الترفيهية وغرف الألعاب الإلكترونية التعليمية لخلق جو ملائم للطفل بعيداً عن ملل الانتظار حتى يعود لذويه، ويهدف المركز الى المحافظة على الطفل التائه من الضياع أو الاستغلال ومعالجة الآثار النفسية الناتجة عن ضياعه عبر تعاون بناء مع العاملين بأمن المسجد النبوي الشريف في أداء الواجب الهام وإبراز الخدمات المتطورة في العمل الخيري، ومنها الجانب الصحي والنفسي بالاهتمام بصحة الطفل بمراكز الاستعلام وإشعار الطفل بالأمان وتهدئة أعصابه وأيضًا رعاية الطفل نفسيًا وجسديًا من خلال المختصين بالمركز وإطعام الطفل المأكولات الخفيفة الصحية وتوفير مساحات هادئة للنوم، وكذلك الاهتمام بالجانب التثقيفي، وأيضًا تعليم الطفل قصة بناء المسجد النبوي الشريف وأبرز معالمه وأيضًا تعريف الطفل بموقع مركز رعاية الأطفال التائهين ومكاتب الاستعلام المنتشرة بساحات المسجد النبوي الشريف. مبيناً أن عدد الأطفال الذين تم رعايتهم في مركز الإرشاد هم 192 ألف طفل تائها خلال العام الميلادي الماضي بالحرمين الشريفين حيث تم توزيع سوار المعصم الوقائي عليهم أثناء دخولهم المسجد الحرام والمسجد النبوي مع ذويهم عن طريق جمعية هدية الحاج والمعتمر الخيرية بمكة المكرمة ومركز رعاية الأطفال التائهين بالمسجد النبوي الشريف بالمدينةالمنورة التابع للجمعية.، وتتنوع مهام المركز بين استقبال البلاغات عن المفقودين من ذويهم واستقبال الأطفال التائهين من قبل الجهات ذات العلاقة في وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي وإدارة الأبواب بالمسجد النبوي وقيادة قوة أمن الحرم النبوي الشريف، وأيضًا توزيع أساور للأطفال مطبوعة برقم جوال ولي أمر الطفل وإرشاد المستفسرين عن جميع الخدمات المقدمة من قبل مركز رعاية الأطفال التائهين وغيرها وإرشادهم للوصول للهدف المطلوب.