لم يكن يخطر في بال الزائر للمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة عبدالله سعد، حين فقد ابنته وفلذة كبده أنه سيعثر عليها مجدداً بين أفواج الزائرين، لينعم بالطمأنينة والسكينة التي أتى من أجلها لزيارة المسجد النبوي. وفي التفاصيل، ظل "سعد" طوال ساعات شارد الذهن مضطرب الفؤاد مشغولاً بالبحث عن ابنته "شهد" ذات السنوات الخمس, حتى دله أحد رجال الأمن إلى مركز رعاية الأطفال التائهين بجمعية الحاج والمعتمر الخيرية بجوار الحرم النبوي الشريف, ولم يتمالك نفسه من الدموع حين وجدها تلهو وتلعب، ولم تصب بأي مكروه وقد وفرت لها كل سبل الراحة والتسلية لإزالة الآثار النفسية من جراء فقدها لوالدها, ليحتضناها بحنان الأب ولسان حاله يقول "لا لغة تصف عناق حنان الأب وبراءة الطفولة, ابنته تاهت وكاد يجن وعندما وجدها سقت روحه الظامئة مطر الطفولة.
"يالها من لحظة رائعة لا يصفها قلم كاتب ولا لسان شاعر ولا عين واصف".
وقدّم الزائر عبدالله شكره وامتنانه لجمعية هدية الحاج والمعتمر الخيرية على كرم ضيافة ابنته من قِبل الحاضنات المتخصصات .
وعند مغادرته أهدته الجمعية سوار الأطفال, وهو سوار حديث تم ابتكاره ليناسب الأطفال، وتقوم الجمعية بتوزيعه في محيط الحرم النبوي يحتوي على اسمه ومعلومات وأرقام التواصل مع ذويه, ليسهل العثور عليه إذا تاه لا قدر الله .
من جهة أخرى، أوضح المدير الإداري لجمعية هدية الحاج والمعتمر الخيرية عبدالرحمن السالمي أن الجمعية تقوم بأدوار عديدة في خدمة الحاج والمعتمر والزائر، مشيراً إلى أن برنامج "عناية" المقدم من الجمعية يشمل خدمات عدة، أبرزها: خدمات وبرامج رعاية الأطفال، إذ يختص بالحد من ضياع الأطفال من خلال توزيع سوار للأطفال في منطقة المسجد الحرام والمسجد النبوي، يُطبع عليه اسم الطفل وأرقام التواصل مع ذويه.
وأضاف أن الجمعية احتضنت أكثر من 3921 طفلاً تائهاً منذ افتتاحه قبل شهرين وقدمت 5097 هدية للأطفال مع تأمين خدمات العناية بالأطفال التائهين من خلال مراكز نموذجية متكاملة، ومجهزة بكل ما يحتاج إليه الطفل من المأكولات والمشروبات والألعاب وأدوات الرسم والتسلية، وتحوي جميع وسائل السلامة، بإشراف الجهات الأمنية لإيواء الأطفال التائهين.
وتقوم على المركز مشرفات وحاضنات ومختصات في رياض الأطفال وتربويات لإزالة الآثار النفسية الناشئة عن ضياع الطفل، حتى يصل إلى ذويه, ويشرف على تسليم الأطفال رجال الأمن في قوة أمن المسجد النبوي .