تعرض في الدورة الرابعة للسينما المغاربية في ضاحية سان ديني الباريسية، عددا من الافلام المغربية والجزائرية والتونسية بهدف التعريف بها وتشجيع الموزعين الفرنسيين على تسويقها. وتعرض في اطار هذه الدورة التي افتتحت الخميس وبات لها جمهورها ومرتادوها 16 فيلما روائيا ووثائقيا طويلا وعشرة افلام قصيرة. وتطمح هذه التظاهرة الى نشر الفيلم المغاربي. وهي تضع لذلك ولاربعة ايام متواصلة في تناول الشباب الفرنسي ومن اصل مهاجر افلام في عرض وان مختصر للانتاج المغاربي على نحو عام. لكن التظاهرة هذا العام تركز على الفيلم الوثائقي ولا تجلب الكثير من الافلام المغاربية الجديدة بل كل الاعمال استعادية وعرضت في الكثير من الاماكن والمهرجانات. وفي مسعاهم المتواصل للتعريف بالسينما المغاربية، يقول المنظمون ان تظاهرة هذا العام تقدم «بانوراما واسعة ومتنوعة بعيدا عن النظرة القائمة والكاريكاتورية احيانا للثقافة العربية والاسلامية» في فرنسا. ومن الاعمال الروائية التي تقترحها التظاهرة كلاسيكيات مثل فيلم «الخارجون على القانون» للجزائري توفيق فارس (1969) ويتناول المقاومة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي في الاربعينات وفيلم «شمس الربيع» للمخرج المغربي لطيف لحلو الذي انجز عام 1969 وتكرم التظاهرة مخرجه. وتعرض التظاهرة للطيف لحلو ايضا شريطه الجريء «سميرة في الضيعة» (2007) الذي ينتقد المجتمع المغربي. وقد عرض هذا الفيلم الذي افتتح المهرجان، في الكثير من المهرجانات ومنح اكثر من جائزة. وهو ينقل قصة امرأة ريفية تضطر في ظل عجز زوجها المسن للخروج مع آخر. ومن الافلام التي تعالج اوضاع وتناقضات المجتمع المغربي الذي اصبح على مفترق طرق بين الحداثة والتقاليد وفروض الدين «ملائكة الشيطان» لاحمد بولان الذي يعيد سينمائيا تركيب قصة واقعية حدثت مع مجموعة من الشباب يهوون الموسيقى في المغرب وكانت لهم طقوسهم الخاصة فاتهموا بعبادة الشيطان وتمت محاكمتهم. ومن الاعمال التي تعد جديدة ودائما من المغرب فيلم «قلوب النساء». والعنوان وارد اصلا بالاسبانية لهذا الفيلم المغربي الايطالي الذي اخرجه محمد زين الدين. والفيلم كوميديا تدور في اكثر من مكان وتتعاطى مع قضايا مثل عذرية المراة الشابة والمثلية الجنسية والابناء الذين يربون في كنف احد الابوين. ومن الافلام الروائية المغربية المقدمة ضمن التظاهرة «اللوح» لابراهيم فريطاح وهو من انتاج العام 2008. اما السينما التونسية فتتمثل في احدث نتاجاتها بشريط خالد غربال الذي عرض للمرة الاولى في مهرجان قرطاج السينمائي الاخير في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. ويصور الشريط قصة عامل مهاجر يعود الى بلاده بعد سنين طويلة من الغربة لكنه يعود ليموت بسبب مرض يعاني منه. ويؤدي دور البطولة في الفيلم فريد شوبل الفنان المغربي الذي عمل واقام في فرنسا قبل ان يرحل العام الماضي بعد معاناة طويلة مع المرض. ومن الكلاسيكيات ايضا تقدم التظاهرة شريط التونسي ناصر خمير «طوق الحمامة المفقود» (1991) وفيلم «جنون» للفاضل الجعايبي. والفيلم نسخة سينمائية من مسرحية للمخرج تحمل نفس العنوان وتدور في عالم مغلق. وتقدم التظاهرة في الوثائقي فيلم الجزائرية دليلة النادر «لكم احببت» وفيلم الجزائري مالك بن اسماعيل «ولو في الصين...» وفيلم «اماكننا الممنوعة» لليلى كيلاني (المغرب) و»اولاد لينين» للتونسية ناديا الفاني. وامس شهد المهرجان طاولة مستديرة حول اوضاع القطاع السينمائي في المغرب العربي. وقد شارك في النقاشات منتجون من المخرج وتونس، بحضور مالك بن اسماعيل وطارق مونيم مدير جمعية «انقذوا الصالات في المغرب» وبوجمعة كارش المدير السابق لسينماتيك الجزائر والمعروف «بسيد السينما في الجزائر». وقد انتقد كارش بحدة اوضاع الصالات في بلده. ويحضر نشاطات التظاهرة الفنانون سعاد اميدو وسيد احمد آغومي وفاضل جعايبي والمخرجان خالد غربال ولطيف لحلو... وتمنح البانوراما جائزة واحدة للفيلم القصير استحدثت العام الماضي وتقدمها لجنة تحكيم مكونة من الطلاب في مدينة سان ديني. وتختتم التظاهرة مساء غد الاحد بعرض فيلم لحلو «شمس الربيع» يليه حفل موسيقي لجمال علام بعنوان «زغاريد الملائكة». وكانت التظاهرة حملت لعامين اسم «بانوراما السينما المغربية» وركزت على افلام من المغرب البلد الذي يشهد الفن السابع فيه حيوية اكبر من جيرانه مع تراجع السينما التونسية عن التقدم الذي احرزته في الثمانينات والجزائرية عن التقدم والحضور الدولي الذي احرزته في السبعينات ونهاية الستينات.