الرياضة جزء من السياسة والسياسة جزء من الرياضة وبما أن الأمر كذلك فالطبع ومن المؤكد ان الأزمة السياسية الدبلوماسية بين العاصمة السعودية الرياض مع العاصمة الإيرانيةطهران وبعد إعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر. بدأت الأزمة الدبلوماسية بين (السعودية وإيران) تأخذ أبعادا أخرى.. فبعد أن قررت المملكة العربية السعودية قطع كافة العلاقات الدبلوماسية مع إيران وسحب جميع موظفيها الدبلوماسيين في رد فعل قوي على التدخلات السافرة للدولة الشيعية بالشئون الداخلية السعودية.. وبعد أن قامت السعودية بطرد السفير الإيراني وكافة الدبلوماسيين.. حتما ستتوتر العلاقة وستسوء أكثر. وقد شهدت قيام مجموعة إيرانية بحرق بإشعال النار في القنصلية السعودية عقب قرار المملكة بإعدام (47) إرهابيا من بينهم الإرهابي نمر النمر. ومن هذا المنطلق ستنعكس سلبا على الفرق المشاركة آسيويا والتي ستواجه الفرق الإيرانية ذهابا وايابا وذلك سيكون خطرا شديدا على لاعبينا والمرافقين مع الفرق. وألقت الأزمة الدبلوماسية بين السعودية وإيران بظلالها على مواجهات الفرق الرياضية للبلدين وتحديدًا في كرة القدم حيث طالبت الأندية السعودية على مواقعها الإلكترونية بعدم اللعب في إيران ونقل مبارياتها المقررة فيها إلى أرض محايدة. وقد طالب رئيس نادي الهلال السابق الأمير عبدالرحمن بن مساعد الاتحاد السعودي باللعب مع المنتخب والأندية الإيرانية في أرض محايدة.. مضيفا قوله يا اتحاد الكرة ويا أنديتنا طالبوا بنقل مبارياتكم مع فرق إيران لبلد محايد في بطولة آسيا. وأكد بن مساعد قائلا: لا نريد أن نذهب إليهم ولا نريدهم أن يأتوا إلينا.. خصوصا في ظل التوتر القائم في العلاقات بين البلدين. وكان الأمير عبدالرحمن بن مساعد رئيس نادي الهلال السابق وقال بن مساعد ما أطالب به هو طلب منطقي جدا وواقعي سيما أن بعثاتنا وفرقنا عانت الأمرَّين في السنوات الماضية في إيران فكيف سيكون الوضع في هذا الوقت الذي باتت فيه حالة الاستعداء الشديدة واضحة وصريحة للسعودية من قبل إيران ومن ثم على أنديتنا المشاركة آسيويًّا وعلى الاتحاد السعودي لكرة القدم التحرك سريعًا". وتابع: قائلا: كما أنه يفترض من الاتحاد الآسيوي أن ينقل بنفسه جميع المباريات سواء مباريات الذهاب أو الإياب إلى أرض محايدة يتفق عليها الطرفان في ظل الأوضاع الحالية" مستشهدًا بمباريات المنتخبين الروسي والأوكراني التي تقام على أرض محايدة نتيجة المشكلات السياسية بين البلدين. وأضاف قائلا: قبل سنوات كانت الأجواء أقل سخونةً والعداء لم يكن سافرًا ورغم ذلك كانت بعثاتنا تعاني فما بالك بالآن؟! هل من المعقول أن نضحي بأمن أبنائنا من أجل كرة قدم؟! أم نجلس على أعصابنا طوال الفترة التي يقضونها في إيران؟!. ولم يتوانى الاتحاد السعودي لكرة القدم إلا وقعد اجتماعا طارئا بجميع أعضاؤه وذلك لمناقشة عدم لعب المنتخب السعودي والأندية السعودية في إيران والرفع للاتحاد الآسيوي لكرة القدم والتنسيق معه حيال ذلك. وتشير المصادر أن اتحاد أحمد عيد بصدد رفع طلب بنقل مباريات الفرق السعودية من إيران وعدم استقبالها كذلك واللعب معها في أرض محايدة ذهابًا وإيابًا. ومن المنتظر أن يصدر ذلك رسميًا خلال الساعات المقبلة قبل فترة ليست بالقصيرة من بداية النسخة المقبلة لدوري أبطال آسيا 2016م والتي تنطلق أواخر فبراير المقبل. وكانت لجنة المسابقات في الاتحاد السعودي قد عقدت اجتماعا أيضا وتردد أنه قدم فيه اقتراح إلى أحمد الخميس الأمين العام للاتحاد السعودي وعضو لجنة المسابقات في الاتحاد الآسيوي "بإقامة مباريات الأندية السعودية والإيرانية في بلد محايد ذهابًا وإيابًا، وعدم اللعب في إيران أو السعودية بسبب الظروف الراهنة التي يعيشها البلدان ومعاناة الأندية السعودية خلال وجودها في طهران وعدد من المدن الإيرانية بسبب سوء المعاملة وإهمالهم واجبات الضيوف حيث الإزعاج في مقر الإقامة والتنقلات فضلًا عن تحويلهم الملاعب إلى غير هدفها الرئيسي. وكان المتحدث الرسمي باسم الاتحاد السعودي لكرة القدم عدنان المعيبد، قد أكد قائلا: نتفهم في الاتحاد السعودي هذه الدوافع والمخاوف من خوض مثل هذه المواجهات في الأراضي الإيرانية خلال الفترة المقبلة. سندرس ذلك تمامًا وضع بهذا الشكل لا يمكن أن نقبله. مؤكدا قوله كنت على اتصال بأحمد عيد رئيس اتحاد الكرة وأخبرني بأنه سيتصل بالأمير عبدالله بن مساعد (رئيس الرعاية العامة للشباب والرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية السعودية) حيال ذلك الأمر وفي النهاية أي توجه للدولة تجاه هذا الجانب سننفذه بكل حذافيره. يذكر أن لجنة المسابقات أكدت في بيان عاجل لها أن الفرق السعودية لن تلعب هناك في الاراضي الايرانية. وكشف نائب رئيس الاتحاد السعودي ورئيس رابطة الدوري محمد النويصر عن توجّه سعودي للطلب من الاتحاد الآسيوي بإعادة قرعة دوري أبطال آسيا في النسخة التي ستنطلق نهاية الشهر المقبل بسبب وجود أندية إيرانية في المجموعات التي تنافس فيها أندية سعودية. وقال النويصر: قطع السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع إيران يعني أن الوضع سيئ جدًّا ومستحيل أن تلعب الأندية السعودية في إيران مهما كانت الظروف باعتبار أن السفارات الدبلوماسية التي تحظى بمعاهدات ومواثيق لم تحترمها هذه الدولة فكيف ببعثات رياضية لن تجد الحماية في ملاعب يحضرها آلاف من المشجعين؟!". وتشير المعلومات أن ممثلي الأندية السعودية الأربعة المشاركة في البطولة الآسيوية وهي كل من (الهلال والنصر والأهلي والاتحاد) قد اجتمعوا باتحاد الكرة وقرروا ارسال خطاب للمكتب التنفيذي بالاتحاد الاسيوي لطلب نقل مباريات الاندية السعودية امام ايران الى ارض محايدة. وكان نائب رئيس النادي الأهلي عبدالله بترجي قد أعلن أن إدارة ناديه "ستتقدم بطلب للاتحاد السعودي لكرة القدم لمخاطبة الاتحاد الآسيوي بنقل أي مباراة لفريق الأهلي مع أي فريق إيراني إلى أرض محايدة". من جانبها طالبت إدارة نادي النصر عن طريق الاتحاد السعودي لكرة القدم للرفع بها للاتحاد الآسيوي بنقل مباريات الفريق الأول لكرة القدم في دوري أبطال آسيا بنسخته الجديدة أمام الفرق الإيرانية إلى أراضي محايدة وذلك بعد الأحداث الأخيرة وما تعرضت له سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد الإيرانية.. حيث أن الفريق النصراوي قد أوقعته القرعة في مواجهة فريق ذوباهان الإيراني في المجموعة الثانية من البطولة الآسيوية ولخويا القطري والفائز من بونديكور والشباب الإماراتي. وكانت الأندية السعودية اشتكت في الأعوام الماضية من ممارسات ومضايقات تتعرض لها بعثاتها أثناء وجودها في إيران بدءًا من وصولها إلى المطار وحتى المغادرة. وكان الاتحاد السعودي لكرة القدم اشتكى قبل ذلك وفي فترات سابقة من تصرفات غير رياضية ومضايقات تتعرض لها الأندية السعودية عندما تزور الفرق الإيرانية. وجاء في بيان له أنه "احتج على التحكيم والمضايقات ووصف التجاوزات بأنها غير مقبولة وطالب نظيره الآسيوي بوقفها وضمان عدم تكرارها بشكل نهائي. وأضاف البيان: "يتحتم علينا الإشارة إلى الأحداث التي ظلت تصاحب مشاركات الأندية السعودية أمام نظيرتها الإيرانية في منافسات دوري أبطال آسيا في المباريات التي تقام في مختلف المدن الإيرانية سواء كان ذلك على صعيد المضايقات التي تتعرض لها البعثات السعودية الرياضية في صالات المطار بتعمُّد تأخير دخولها لساعات أو تجاهل استقبالها وفقًا لأخلاقيات الضيافة وما تبديه المملكة -ممثلةً في اتحاد كرة القدم وأنديته تجاه كل الأندية المنافسة وأولها الأندية الإيرانية التي تجد الترحيب والاهتمام وكل ما يسهل لها أداء مبارياتها، وفقًا لمبادئ التنافس الرياضي الشريف". وتتكرر المضايقات في مباريات أندية السعودية وإيران في دوري أبطال آسيا. وشهدت النسخة الماضية مثلًا منع فندق سعودي لاعبين إيرانيين من استعمال مرافقه الرياضية عشية مباراة لكرة القدم بين فريقي الهلال وبيروزي حسب ما ذكرت وسائل إعلام إيرانية في حينها؛ ما اضطرهم إلى إجراء تدريبات الإحماء في أروقة الفندق، وتحدثت عن تأخير في الحصول على تأشيرات الدخول.