أتأملها كما يتأمل السائح منحوتات (مايكل أنجلو).. وموناليزة (دفانشي).. صحيح أن أعمال هذا الأخير لا أفهمها لكنها تحرك في شيئاً ما.. تريحني، أو تتعبني.. تفرحني او تحزنني وهي – في كل الأحوال – لا تترك سطح البحر راكداً ثابتاً كقطعة (صفيح) .. بل تموج وتتثني، وترقص!. والكلمة (المجنّحة) ليست حكراً على الحكماء والفلاسفة والشعراء.. فكثيراً ما أتت على لسان إنسان بسيط قد لا يعرف الألف من الياء.. فمن قال إن حروف الهجاء هي وحدها لغة التخاطب؟. إن (أطعم) ما في الحياة أن (تتذوق) لغة الآخرين.. ** هكذا فتح يحيى .. سكمجته – المليئة بذكريات تلك الايام – الخوالي – وراح يرصع بها صفحات كتابه – الانيق – الانيس للايام القادمة .. نعم ان أطعم ما في الحياة ان "تتذوق" لغة الاخرين.. وتلك هي اللغة النازفة حتى العظم.