من متابعتي لأنواع الكذب .. وجدت منها .. الأبيض والرمادي والأسود .. يلجأ بعض موظفي الشركات للكذب بأعذار مختلفة .. لتبرير التأخير في إنجاز الأعمال المحيطة بهم .. وبطء الموارد المحققة للإنجاز .. وفي خلافاتهم بين المدراء.. وفي التعامل بين العملاء والبائعين .. والكذب له ثياب مختلفة الألوان .. وتتناسب مع كل موقع .. فقد لا يلجأ بعضهم إلى الكذب في بيته ومع أولاده .. ولكنه يتنازل عن ذلك مع مديره وزملائه .. وقد لا يقبله مع أصدقائه .. ولكن يستعمله في دفع المستحقات عليه .. والكاذب يعمل لمصلحته .. بكل الوسائل المتاحة .. وقد لوحظ أن هناك طرفان دائماً.. أحدهما خادع والآخر مخدوع .. كاذب ومكذوب .. وقد يكون الكذب في مصلحة العمل .. ولكنه مغلف بما يحقق مصلحة الكاذب .. وعادة الكذب ليس مصادفة .. أو دون معرفة .. ذلك أن الميول الإنسانية الطبيعية هو قول الحقيقة .. ولكن تغييرها دائماً اختيارياً .. إن الجهد المبذول للكذب لا يقدر عليه إلا المتمرس .. فهو شاق ومؤلم .. ويحتاج إلى قوة تخفي علاماته .. حتى يقدر عليه منفذه باقتدار .. الكثير لا يحبّذ أن يكذب .. خشية أن يفضح .. وإذا تملك الكاذب المهارة التي يتفوق فيها .. فإنه لا يتردد في استخدام معلومات تتفوق على المخدوع الذي تنقصه هذه المعلومات .. والمعرفة التي تؤيد قول الكاذب .. هناك كذب يدعى افتراء .. كذب بكل الأوصاف .. ولا يحمل أي جزء من الحقيقة .. ولا يتعامل به إلا بين البعد الثقافي بين الطرفين .. ولا يتعامل به الأنداد أو ذوي العلاقات الحميمة .. لأن فيه مخاطرة الكشف قريبة .. عدم إعطاء الحقيقة كاملة .. بل يتعمد الكاذب أن لا يقولها كاملة .. فهو ليس ملزم بذلك .. ولكنه يعمل لمصلحته في أن يخفي ما يريد .. وبالرغم من أن هذا أصعب الأنواع .. إلا أن الأسئلة المتكررة التي تتوق لمعرفة الحقيقة .. وتربط الأحداث لفهم الكاذب ومصلحته تكشف الإفتراء .. كما أن النفي والمراوغة .. أحد سمات الكاذب بإنكار الحقيقة .. والإكتفاء فقط بتغيير مسارات الحديث .. وتكتشف بسهولة .. وهناك الكذب الأبيض .. وعادة ما يستعمل في العلاقات العائلية .. والشخصية .. ويلجأ إليه الكثير عندما يكون لوم من الأصدقاء .. أو الأقارب .. وهو مقبول .. والمخدوع يتقبله .. وربما يعرف أنه كاذب .. ومن أبرز مايمكن أن يحقق لك نجاحاً في الكشف عمن يكذب عليك .. أن تجعل الوقت كافياً للمفاوضات العملية .. (في حال اختصار الوقت .. قد يؤدي إلى عرضة أن تكون مخدوعاً ..) كما أنه في المجال العملي .. لا يستحسن أن توزع جهدك في إخبار المخادع دليلاً لكذبه .. حتى لا تمنحه فهمك .. فيحرص على طبخة جديدة متقنة .. إننا نعيش في زمن يوجب الحذر والفطنة .. وهناك فرق بين كاذب وكذبة .. ومخادع وخدعة قال تعالى: [أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى? كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ] سورة المجادلة آية (6). [email protected] فاكس:6514860