«FBI» : نحقق بواقعة أسفرت عن مقتل 10 في نيو أورليانز على أنها «عمل إرهابي»    فتح باب القبول والتسجيل للوظائف العسكرية بالحرس الوطني (تجنيد - رجال)    وزير العدل ل «عكاظ»: تعزيز الجودة القضائية عنوان المرحلة القادمة    بند في عقد الاتحاد مع فيليبي يصدم بيليغريني!    نائب أمير تبوك يستقبل مدير فرع وزارة الرياضة بالمنطقة    إنهاء معاناة مريضة دامت ثلاث سنوات بمستشفى المذنب    خبرات عالمية لتطوير الرعاية التمريضية في تجمع الرياض الصحي الأول    إلزام منصات وتطبيقات الحجز بعدم عرض مرافق الضيافة غير المرخصة    رئاسة أمن الدولة.. مسيرة أمن وتثقيف ورعاية    تحديث اشتراطات محلات التزيين النسائي ومراكز العناية بالجسم    فيصل بن مشعل يرأس اجتماع سكرتارية رياضة ومرابط الخيل بإمارة القصيم    أمير الشرقية يختتم الجولة القرائية السادسة بالمنطقة و يدشن النسخة 23 من مهرجان ربيع النعيرية    وزير الحرس الوطني يرعى توقيع عقود توطين خدمات الصيانة للقدرات الأرضية    صندوق تنمية الموارد البشرية يدعم توظيف 169 ألف مواطن خلال الربع الثالث من 2024م    مركز التغير المناخي يكشف عن دراسة مناخية لإعادة تصنيف مناخ جازان بسبب غزارة الأمطار وانخفاض الجفاف وزيادة أيام الرطوبة    إنقاذ حياة "خمسيني" من جلطة قلبية حادة بمستشفى الأسياح    71.804 بلاغات إسعافية بعسير خلال عام 2024    الثقافة تُدشِّن مبادرة "عام الحرف اليدوية 2025" بإطلاق المنصة الإلكترونية ودليل الهوية البصرية    مقتل وإصابة ثلاثة أشخاص جراء هجوم إرهابي في باكستان    القيادة تهنئ رئيس مجلس السيادة الانتقالي في جمهورية السودان بذكرى استقلال بلاده    بنك فيجن "Vision Bank" يحصل على عدم ممانعة البنك المركزي السعودي لإطلاق المرحلة التجريبية من العمليات المصرفية    السفري مديراً لعلاقة الصناعة بغرفة جدة    نزاهة تحقق مع 390 متهما بقضايا فساد من 6 وزارات    السماء غائمة جزئياً على عدد من المناطق    الفائزون في "استفتاء سوليوود" للأفضل في 2024    مركز الملك سلمان للإغاثة يسيّر أولى طلائع الجسور الإغاثية السعودية المقدمة للشعب السوري الشقيق    زلزال بقوة 4.9 درجات يضرب الأرجنتين    الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة تدشّن "منصة المخطوطات "    مزايا ذكاء اصطناعي جديدة تختبرها «واتساب» في خدمة الأعمال    ناقش نتائج زيارته لمحافظات المنطقة.. نائب أمير مكة: ضرورة متابعة المشاريع ولقاء الأهالي تحقيقًا لتطلعات القيادة الرشيدة    تعزيز التنمية العمرانية وجودة الحياة.. أمير الرياض يطلع على خطط المشهد الحضري للمقرات الحكومية    أهلا بالعالم في السعودية (3-3)    الأخضر يودع كأس الخليج «26»    الأهلي يعلن إيرادات واستثمارات موسم 2023-2024    160 مليار ريال أصول الصناديق الاستثمارية العامة    برئاسة وزير الإعلام.. «هيئة الإذاعة والتلفزيون» تناقش تعزيز الإنتاج والإبداع    %36.2 معدل مشاركة السعوديات في القوى العاملة    شمال غزة.. منطقة خالية من المرافق الصحية    القيادة تعزي في وفاة كارتر وضحايا الطائرة الكورية    ولي العهد يعزي ستارمر في وفاة شقيقه    بمشاركة شاعر الوطن صالح الشادي.. ورش فنية بمعرض «الجمل عبر العصور»    «الصحة».. وأخلاقيات المهنة    رينارد: لا يمكن التأهل لكأس العالم بهذا الدفاع    الجماهير السعودية تطالب بمحاسبة رينارد واللاعبين المقصرين    هذه الأوقات الأفضل «مع نفسك»    سكان الشرق الأوسط أطول عمراً.. ولكن ليسوا بصحة أفضل    ورشة «الرؤى والتطلعات» تبحث رفع نسبة الالتحاق بمرحلة رياض الأطفال    سوريا.. الهوى سعودي    الجامعات بين الإنسان والبُنيان!    عام التأثير 2025    فرنسا في مواجهة المأزق السياسي والمالي.. نفق مظلم بلا نهاية    أمير المدينة المنورة يرأس اجتماعاً لمناقشة استعدادات الجهات المعنية لاستقبال شهر رمضان    رحلات مباركة    مُحافظ جدة يُكرّم عدداً من ضباط وأفراد مكافحة المخدرات    مركز مشاريع البنية التحتية بمنطقة الرياض يعلن تفعيل أعماله في 19 محافظة و47 بلدية    مغادرة ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة    أمير الشرقية يشدد على رفع الوعي المروري    التعصب في الشللية: أعلى هرم التعصب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عن العشاق سألوني (11).. أنساك …!؟ (3)
نشر في البلاد يوم 20 - 11 - 2015


( اهداء الي روح زوجي – رحمه الله – )
وهي في المطبخ تعد له الطعام، غاصت في دوامة من الأفكار.
لم تستطع تخيل نفسها أرملة المستقبل، ولا ابنيها يتيمين. فالطبيب قبل مغادرة المستشفى، ورغم ابدائها استعدادها التبرع بكليتها لزوجها،لم يكن كلامه مشجعا ولا مطمئنا. فقد اختلى بها بعيدا عن عيني زوجها، وسمعه، ليصارحها بأن العملية ميئوس منها تقريبا، فجسمه الضعيف،والذي انهكته سنوات المرض الطويلة،ومناعته التي تكاد تكون منعدمة، لا تسمح باجراء عملية دقيقة، ومعقدة في حجم زرع كلية جديدة للمرة الثانية .
قطع أفكارها،وسرحانها رنين الهاتف. كان رقم نانا…حماتها.
-يا إلهي،مالذي ساقوله لهذه المرأة الطيبة؟بماذا سأخبرها عن فلذة كبدها،وهي التي قد لا يحتمل قلبها الضعيف الأخبار السيئة.
ابتلعت ريقها بصعوبة. تماسكت قليلا، ثم قربت الهاتف من أذنها.
-ألوووو…أهلا نانا. أخبارك إيه؟
-الحمد لله بخير،وانتم أخباركم إيه ؟ ازي وليد؟ الطبيب قال إيه؟ طمنيني يابنتي هو ما بيردش على التليفون ليه؟
-الحمد لله.ما فيش حاجة. الطبيب طمنا.
كان صوتها يرتعش.
على الجانب الآخر تغلب إحساس الأم على المرأة، لتدرك أن محدثتها تخفي عليها شيئا.
-مش مقتنعة بكلامك. صوتك بيقول غير كده. أرجوك ما تخبيش علي.
-أنت عارفة الوضع يا نانا. الطبيب يحاول، وربنا يجيب اللي فيه الخير، أنا متأكدة أنه هيبقي كويس .
-اللهم آمين. ما تنسوش تيجو تتغدو عندي بكرة. علشان نشوف هدير لما توصل بالسلامة، ولو ما قدرتوش،قوليلي نجي نزوركم أنا واخواته، مع ألف سلامة يا بنتي.
-إن شاء الله يا نانا. وأنت بألف خير.
وضعت الهاتف على الطاولة وهي تتمتم: بكرة…بكرة…ربنا يستر وتعدي الليلة على خير.
كان الصمت ثقيلا، وكل شيء يبدو رتيبا. فجأة رن جرس الباب،فهرعت لتفتحه، وهي تتعثر في طريقها إليه.
في داخلها،كانت تبحث عن أي إنسان تحادثه، لتقتل صمت الأموات الذي خيم على البيت.
لم تنتظر أن يخطو خطوته الأولى داخل البيت، لترتمي في أحضانه، وهي تردد:
-خالو…وحشني يا خالو. كنت فين يا خالو؟ طولت ليه وما جيتش؟
ضنها طويلا إلى صدره، ثم أمسكها من ذراعيها،وهو يرمقها بنظرة امتزج فيها الحنان بالاستغراب.
-مالك حبيبتي؟ ما الذي حدث؟ أنا ليلة البارحة سهرت عندكم ككل ليلة!
في الحقيقة هو يزورهم على الدوام.لم يكد يتخلف ليلة عن مؤانستهم والسهر عندهم.حتى صار ثابتا من ثوابت ليالي السمر الأسرية.
-وليد يا خالو..وليد.الطبيب ما طمنيش.أنا خايفة عليه.بجد هذه المرة أنا مش متفائلة.
أزاحها من أمامه برفق،ثم سار بخطى ثابتة،وسريعة نحو غرفة النوم.
في طريق عودتها إلى المطبخ، أحست بدوخة خفيفة،قد تكون جراء الإعياء وقلة النوم،فاستلقت على أريكة في الصالون المفتوح.
تناهت إلى سمعها همهمات، وكلمات،وأحيانا بعض الضحكات!
بدأ الصوت يقترب،وعيناها شبه مغمضتين ،لتنتفض وهي تسمع خالها يقول:
-أهو وليد يا ستي.لا بأس عليه. وسنسهر معا كالعادة.
دخل يمشي متثاقلا رفقة خالها وهو يرتكز على عصاه، ليتهاوى جنبه على الأريكة.
لم تستغرب الموقف،فهما رفيقان منذ سنوات طويلة، ولا تكاد تمر ليلة لا يجتمعان فيها حول طاولة الشاي،وهما يتجاذبان أطراف الحديث. كثيرا ما نشب بينهما خلاف حول مسألة سياسية، أو فقهية،أو اجتماعية، لكن لا أحد يمكنه الاستغناء عن الآخر. فإن حدث وتخلف خالها،سارع وليد إلى الاتصال به ليسأله عن حاله، ويدعوه إلى المجيء.
-عنوان أغنية لأم كلثوم يتشكل من خمسة أحرف.
سأل خالها وهو منهمك في حل الكلمات المتقاطعة، رفقة زوجها.
رفعت رأسها لتتقاطع عيناها مع عيني وليد، قبل أن يجيب:
-أنساك…!؟
عادت برأسها إلى الخلف وأغمظت عينيها وهي تشعر بوقع الدوخة يتزايد .
( كان لك معايا أجمل حكايه في العمر كله
سنين بحالها ما فات جمالها على
حب قبله .
سنين ومرت زي الثواني في حبك انت
وان كنت أقدر أحب تاني ، أحبك انت
كل العواطف الحلوه بينا
كانت معانا حتى في خصامنا
وازاي تقول أنساك واتحول
وانا حبي لك أكتر من الأول )
يتبع..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.