شاكر عبدالعزيز من اجمل سنوات عملي الصحفي وانا شاب في مقتبل العمر ومن الصفحات التي اعتز بها كثيراً والتي قمت باعدادها لسنوات طويلة في العزيزة البلاد هي (صفحة الخدمة المدنية) والتي من خلالها تعرفت على معالي الاستاذ تركي بن خالد السديري ومعالي الاستاذ عبدالرحمن السدحان والاستاذ عبدالحميد جمال حريري مدير عام فرع ديوان الخدمة المدنية بالمنطقة الغربية قبل حوالى عشرين عاما من الآن وزملائه الاعزاء طه عطية وعبدالعزيز شرف وعصام ابو زنادة وسحمي الهاجري وفهد الوافي وكلهم تولوا مناصب مهمة في مجال (الخدمة المدنية) واستطيع القول ان الاستاذ عبدالحميد جمال حريري كانت له افكار وآراء تقدمية ورائعة في الوقت من الزمان بل كان تفكيره (سابقا لهذا العصر) ومن الافكار التي طرحها معي في (صفحة الخدمة المدنية) للعزيزة البلاد هو (فكرة المعاش المبكر للمرأة). ولقد فوجئت هذا الاسبوع بتحقيق صحفي متميز للاستاذة هتاف الحميميد في الزميلة الرياض العدد 17270 الصادر في 22 ذو الحجة 1436ه وبالصفحة العشرين تحت عنوان (التقاعد المبكر للمعلمات.. خدمة 20 عاماً تكفي) ويتناول هذا التحقيق مجموعة آراء للمعلمات تجمع عليها على أن تقليص سنوات الخدمة للمعلمة يتيح لها التفرغ لاسرتها ويفتتح مجالاً واسعاً لتوظيف الخريجات الجديدات وهي نفس الفكرة التي طرحتها (البلاد) قبل حوالى عشرين عاماً وليتني كنت استطيع الحصول على اعداد البلاد التي تناولت هذه القضية والتي كان مضمونها ايضا ان المرأة بغد سن الاربعين نشاطها يقل وتكون لها اسرة كبيرة وابناء وكانت فكرة الاستاذ الحريري في هذا الزمان (ان تعمل المرأة السعودية نصف الوقت بنصف راتب وتتيح فرصة النصف الباقي من الوقت لاحدي الفتيات الخريجات لكي تجد فرصة عمل نصف الوقت بنصف راتب) ومع بداية نشر هذا الاقتراح كانت ردود الفعل له كالاتي: معظم الرجال والمسؤولين الذين حاولت التعرف على وجهة نظرهم ايدوا هذا الاقتراح المبكر بالعمل نصف دوام وبنصف راتب. وفي المقابل جاءني ردود فعل غاضبة ومعارضة من الاخوات الموظفات وعلى رأسهم الاستاذة (فريدة الحسون) ومديرة التوجيه التربوي في تعليم البنات والزميلة (عابدية خياط) والتي كانت تعمل في تعليم البنات بجدة وعددا من المعلمات.. الكل رفض الاقتراح وطالبوا الاستمرار في العمل حتى سن الستين والحصول على معاش تقاعدي متكامل. وكانت فكرة (صفحة الخدمة المدنية بالبلاد) في هذا الوقت اتاحة الفرصة للآلاف من الخريجات اللاتي هن على قائمة الانتظار ويرغبن في التوظيف والمشكلة انهن لا يردن الذهاب الى المدن والقرى النائية ولكن يرغبن العمل في الرياضوجدة والدمام ومكة المكرمة والمدينة المنورة. وحرصاً على المهنية في العمل الصحفي نشرت الآراء المؤيدة للاقتراح والآراء المعارضة لهذه الفكرة التي كانت في هذا العصر (سابقة لاوانها) الى ان فاجأتني الزميلة الرياض بتحقيقها المتنوعة والرصينة بطرح الفكرة ووجدت ان عددا لا بأس به من المعلمات يرين ان عشرين سنة في الخدمة تكفي مع تعويضهن التعويض المناسب بعد ان اصبحت فكرة التقاعد المبكر بين المعلمات منتشرة بين المعلمات حتى تتفرغ لزوجها وبيتها وابناءها وقد تخطت سن الاربعين.. واخريات يرين ان الاتجاه للتجارة والاعمال التجارية فيه الكثير من الراحة ولكن من المكسب المادي ايضا وانت ايتها الاخت المعلمة ما رأيك في الموضوع؟.