الحقيقة الصادمة في الدنيا ورغم ادراكنا أنه الطريق إلى الآخرة وإلى الحياة الأبدية إلا أننا نفجع حينما يرحل عنا إنسان عزيز على قلوبنا كان ملء السمع والبصر..شاكر عبد العزيز الزميل الكريم والصحفي المتمرس والصديق الصدوق والإنسان المتواضع الجميل الهادئ كنسمة في عز الصيف غادر دنيانا بهدوء وهو متجه إلى عمله الأشد حرصاً عليه. رحل عنا في لحظة خاطفة بعد أن كانت حياتنا منسابة صافية عذبة كماء النيل وان تكدرت فما هي إلا لحظات حتى تشع ابتسامته الغالية وتجتاح نفوسنا المتعبة لتسكب فيها كل معاني الطمأنينة والحب والمودة والسكينة. كان إنساناً رائعاً بكل معنى الكلمة حصد حب الجميع وعاش بيننا حمامة سلام ومصدر إلهام وملجأ وواحة في وقت الضيق لا يكل ولا يمل فهو حاضر بيننا..وإن غاب لأيام افتقدناه فكيف لفقد لا أوبة بعده. دَرَجت على ممازحته فما رأيته فاقداً لأعصابه أو متهوراً.. في أعماقه حكمة وفي سمته وقار وفي حكاياته أمل ورجاء .. ما أن تقف عنده حتى يعطيك مما في يده وإن لم يكن فمما في قلبه من طيب الكلام وحلاوة الحديث بصوته الرقراق المهذب. شاكر عبد العزيز..غيمة ظليلة وسحابة ممطرة بالخير وقمر وضاء في ليالينا المعتمة وخير نصير وجليس وأنيس ورفيق كان كثيراً ما يعتز بعلاقات أهله بالسودان هذا المصري الأصيل الشقيق فيغمر قلوبنا بسعادة لا توصف متمثلاً أسمى معاني الإنسانية والسلوك الراقي الحضاري في زمن الجحود والنكران والتعالي والغطرسة. كان الإسلام رداؤه يمشي بين الناس بأخلاقه الفاضلة لا يعادي أحداً ويصفح عمن تجاوز في حقه ولا يحمل حقداً عليه ولا يتربص به..فإن ثار فثورة كريم يعقبها عفو حليم ورباط ممدود بكل السماحة والأمل المرتجى.. أيها الإنسان وأنت ترتقي إلى الحياة الآخرة ، بعد أن طابت حياتك الدنيا، مشيعاً بالدعاء الخالص أن يتقبلك الله قبولاً حسناً ويتغمدك بواسع رحمته ويدخلك فسيح جناته..سنفتقدك كثيراً وندعو لك ونسأل المولى عز وجل أن يجمعنا في جنات النعيم,..وداعاً أخي وواشوقنا إليك..وعزاؤنا لأهلك ولكل من عرفك.. (إنا لله وإنا إليه راجعون). أخوك حيدر إدريس