حقيقة لا شك فيها .. نؤمن به كما نؤمن بأن الله حق ,ورغم ذلك تجدنا عند حدوثه نتألم ونحزن له وتدمع الأعين وكأننا لا نعرفه أو كأنه يأتينا بغتة. بالأمس رحل عن دنيانا الفانية الزميل الحبيب العم الأستاذ محمود شاكر عبد العزيز , هذا الرجل السامي بأخلاقه العالية والسامق بنبله وكرمه وأريحيته . رجل يحمل بين جوانحه قلباً أبيض لم يعرف الحقد إليه سبيلا .. كثيرا ما رأيته في مواقف عديدة مع من خالفوه الرأي أو انتقدوه أو حتى الذين أساءوا إليه , رأيته يقبل العذر وينسى المواقف وكأن شيئا لم يكن. لم يفجر في الخصومة ولم يعادي أحداً , عهدناه متسامحاً محباً للعفو.مبادراً للصلح بين أي زميلين اختلفا لا يهدأ له بال حتى يصلح ذات البين. وعن كرمه فحدث ولا حرج .. طوال سبعة عشر عاما عملت معه فيها بهذه الصحيفة شهدت له الكثير من المواقف التي تحكي عن نفسها . كل ما بيده لم يأكله أو يشربه لوحده, يدعوك إليه بكرم حاتمي حتى لو لم تكن تعرف أنت أو تكن على علم بما عنده. يسافر إلى مصر كل عام في إجازاته السنوية وغير السنوية ويأتي محملا بالهدايا لكل الزملاء .. عادة درج عليها . يصطحب الزملاء معه في سيارته مجيئا إلى العمل أو ذهابا منه .. حتى عندما ينتهي عمله ينتظر بصبر ودون كلل بقية الزملاء. يفعل ذلك رغم كبر سنه .. عملا بالحديث الشريف :(من كان عنده فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له). عاش العم شاكر بيننا بسيطا متواضعا محبوبا .سكن قلوبنا ولن يخرج منها إلى يوم القيامة, وإلى أن نلتقيه في جنات الخلد بإذن الله وكرمه ورحمته. شهد لك يا عم شاكر كل الزملاء وكل من عرفوك بطيب القلب وسماحة الأخلاق ..ونسأل الله أن يجعلها شهادة توجب لك الجنة كما قال رسولنا الصادق المصدوق عليه أفضل الصلاة والتسليم. وداعا الزميل الحبيب .. وداعا يا رجل من بقية رجال الزمن الجميل. ابنك وأخوك عبد المنعم إبراهيم خضر