أولى ديننا الحنيف قيمة عظيمة لمن يضحي بنفسه من أجل مبادئه وحماية ذاته وأهله ونصرة المظلوم ومساعدة المحتاجين والوقوف مع العدل والإنصاف، وفي دستورنا القرآن الكريم العديد من الآيات القرآنية التي لا تخفى، بل هي واضحة في حثها على الجهاد ومقاتلة المعتدين والظلمة، وفيها حث على الشهادة في سبيل الله، مثل قوله تعالى:«يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُون»، وغيرها كثير. وفي سنة رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وردت أحاديث كثيرة تمتدح الشهادة وتوضح منزلة الشهداء الرفيعة عند الله. ودوماً تجد الأمم والشعوب تجل وتقدر وترفع قيمة من يضحي بالنفس من أجل المبادئ السامية والقيم الكبيرة، كنشر العدالة ومساعدة المحتاجين. بين يدي مقولة للمؤلف والفيزيائي بنجامين فرانكلين الذي يعد من مؤسسي الولاياتالمتحدةالأمريكية، قال فيها:«الشهداء هم الذين وضعوا أسس الحضارة». وبالفعل فإن كل من يقدم روحه من أجل قضيته السامية يستحق التقدير والاحترام لأن التضحية التي أقدم عليها لا مثيل لها، وبالتالي فهو أهل للتقدير والتكريم. قدمت بلادنا شهداءها من أجل نصرة المظلوم، فلم يدفعنا للتوجه نحو اليمن إلا الوقوف مع العدل ومنع انزلاق وطن وشعب شقيق نحو مزالق الحروب الأهلية التي لا تحمد عقباها، والتي نعرف جميعنا أنها ستأكل الأخضر واليابس؛ غير أن قوى الظلام والغدر تأبى تحقيق هذا الهدف ولا تزداد إلا تجبراً، لكن قوات إعادة الأمل ورجال الإمارات بحول الله وقوته لهم بالمرصاد، والنصر لمن معهم الحق والمبادئ الصادقة.