تستضيف المملكة العربية السعودية في 19 محرم الجاري الاجتماع الوزاري السادس للمنتدى الريادي لفصل وتخزين الكربون والذي سيتواصل على مدى أربعة أيام خلال الفترة 1-4 نوفمبر 2015، وذلك في مدينة الرياض، حيث يعد هذا المنتدى مبادرةً دوليةً للتغير المناخي على مستوى وزراء البترول والطاقة، ويركز على تطوير التقنيات النظيفة والاقتصادية المحسنة لفصل ثاني أكسيد الكربون وتجميعه، تمهيداً لنقله واعادة استخدامه أو تخزينه لفترة طويلة بشكل آمن. ويُعقد هذا الحدث قبل شهر من مؤتمر الأممالمتحدة للتغيّر المناخي المُرتقب (COP 21) في باريس، وهو مناسبة مهمة لتأكيد التزام المملكة بتحقيق التميز في مختلف أوجه أعمالها الصناعية المحلية من أجل مساندة الهدف العالمي الرامي إلى تحقيق النمو الاقتصادي المستدام والتنمية الاجتماعية وحماية البيئة. وسيحضر الاجتماع الذي تنظمه وزارة البترول والثروة المعدنية السعودية وسكرتارية المنتدى، وزراء ومسؤولون كبار معنيون بشؤون البيئة والطاقة والتنمية المستدامة من 22 بلداً عضواً في المنتدى. كما سينضم وزراء البترول والطاقة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى هذا الاجتماع. وسيفتتح الاجتماع ويترأسه كل من معالي وزير البترول والثروة المعدنية في المملكة العربية السعودية، علي بن إبراهيم النعيمي، ومعالي وزير الطاقة الأمريكي، الدكتور ارنست مونيه. وبهذه المناسبة أفاد رئيس وفد المملكة لاجتماعات الخبراء في مؤتمر الأممالمتحدة للتغيّر المناخي، خالد أبو الليف: "إن هذا المنتدى يعد بمثابة شهادة على دعم المملكة القوي لتطوير وابتكار العديد من تقنيات الطاقة النظيفة ومبادرات إدارة غازات الاحتباس الحراري التي تكمل أعمال الزيت والغاز التقليدية". وأضاف أبو الليف: "إن المملكة العربية السعودية، كأكبر مورد موثوق للطاقة في العالم، لديها دور رئيس في رسم المشهد المستقبلي للطاقة في عالم يسعى إلى فرض قيود على الكربون. ولتحقيق ذلك بشكل كلي، بدأنا فعلياً بتنفيذ استراتيجية شاملة لاستكمال إطار إدارة غازات الاحتباس الحراري بالمملكة ". وانضمت المملكة للمنتدى الريادي لفصل وتخزين الكربون في العام 2005م، بجانب جهودها بموجب اتفاقية إطار عمل الأممالمتحدة حول التغير المناخي وبروتوكول كيوتو. وأكد أبو الليف أن إدارة غازات الاحتباس الحراي بما في ذلك غاز ثاني اكسيد الكربون هي حجر أساس في استراتيجية المملكة في مجال الطاقة. كما أكد أن المملكة تعد عضواً نشطاً ومسؤولًا في المجتمع الدولي في جميع المبادرات ذات الصلة بالتغير المناخي خلال العقود الماضية، في إشارة إلى التزام المملكة العربية السعودية التام والدائم بدعم قضايا التغير المناخي. يذكر أن فصل الكربون هو عبارة عن عملية تجميع ثاني أكسيد الكربون من الجو وتخزينه لفترة طويلة أو استخدامه في العديد من الصناعات. وتهدف هذه العملية إلى تخفيض انبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون من الغلاف الجوي، الأمر الذي سيخفف من ارتفاع درجة حرارة الأرض أو تأخير وتجنب التغيرات المناخية المحتملة. وقد اُقترح فصل الكربون للإبطاء من تراكم الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري في الجو والبحر والمنبعثة من حرق الوقود الأحفوري. تجدر الإشارة إلى أن هذا المنتدى يهدف إلى تسهيل عملية ابتكار التقنيات النظيفة وتطبيقها من خلال الجهود التعاونية التي تتطرق للمعوقات الفنية والاقتصادية والبيئية، وسيقوم المنتدى أيضاً بتعزيز الوعي وتوفير الدعم القانوني والتنظيمي والمالي والبيئات المؤسساتية المساعدة على ابتكار هذه التقنيات. ويتألف المنتدى حالياً من 23 عضواً يمثلون الدول الاثنتين والعشرين الأعضاء والمفوضية الأوروبية. وتمثل الدول الأعضاء في هذا المنتدى ما يزيد على 3.5 مليار نسمة أو نحو 60 % من نسبة سكان العالم.