تعدّ شبكة الطرق السريعة في المملكة جزءاً من منظومة خدمات البنية التحتية الضخمة التي نفذتها الحكومة الرشيدة – حفظها الله – بأطوال تزيد عن 64 ألف كلم لخدمة المواطنين وتنقلاتهم بين مساحة البلاد الشاسعة, إضافة إلى تسهيل وصول الحجاج والمعتمرين إلى الحرمين الشريفين وتنقلهم بين مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة والمشاعر المقدسة. وبينما تمثلّ المطارات في المملكة محطة وصول ومغادرة الجزء الأكبر من حجاج بيت الله الحرام خلال موسمي الحج والعمرة, فإن شبكة الطرق البرية السريعة التي تمتد بعضها لبضع مئات الكيلومترات, تشكّل إحدى أجلّ صور الاهتمام والرعاية التي توليها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله -, لخدمة ضيوف الرحمن حجاج بيت الله الحرام, وزوار المسجد النبوي الشريف, القادمين براً من كافة الدول والأقطار المجاورة, وتسهيل وصولهم للمشاعر المقدسة بيسر وأمان. وفي ظل الاهتمام الذي توليه حكومتنا الرشيدة – إيدها الله – بقطاع النقل بوصفه أحد القنوات الرئيسة الداعمة للتنمية الشاملة في المملكة, فقد صممت شبكة الطرق السريعة والمزدوجة بالمملكة بمواصفات عالمية حديثة, تم دعمها بأحدث وسائل السلامة المرورية التي تجنب سالكيها شتى أنواع المخاطر, وتخضع مساراتها المتعددة للصيانة الدورية بما يمكنها من استيعاب حالات الازدحام المروري للمركبات الصغيرة والحافلات, ويستفيد منها مئات الآلاف من الحجاج والمعتمرين والزائرين على مدار العام. ورصدت وكالة الأنباء السعودية , آلية تسيير حافلات نقل الحجاج المغادرين عبر طريق الهجرة السريع ( المدينةالمنورة – مكةالمكرمة ) حيث يسلكه يومياً آلاف الحجاج بعد أن منّ الله عليهم بأداء مناسك الحج هذا العام. ويعمل في منفذ طريق الهجرة – كيلو 9 – العديد من منسوبي الجهات الحكومية الأمنية والخدمية, والجهات المساندة المعنية حيث يشرفون على تنظيم عبور قوافل وحافلات الحجاج بشكل انسيابي, وخلال الدقائق التي يتم فيها تسيير الحافلات، يتولى شبان سعوديون وبدعم من جهات خيرية مصرحة, على تقديم المشروبات الباردة والوجبات الغذائية الخفيفة على الحجاج المغادرين, حيث يتم تعبئة وتغليف مئات الوجبات يومياً لهذا الغرض على بعد أمتار من المركز الأمني ونقطة عبور الحافلات. وتتشابه الصورة ذاتها بين طريق الهجرة السريع, وعدة طرق سريعة ممتدة في محيط منطقة المدينةالمنورة تم تهيئتها لعبور الحافلات التي تقل الحجاج والمعتمرين القادمين من دول شمال المملكة, حيث تم ربطها مباشرة بمكةالمكرمة, وتشمل طريق المدينةالمنورة – مكةالمكرمة، والذي يمتد لقرابة 480 كلم، وطريق المدينةالمنورة – القصيم بامتداد 500 كلم، وطريق المدينةالمنورة – حائل بمسافة 400 كلم, إضافة إلى طريق المدينةالمنورة – تبوك الذي يمتد لقرابة 700 كلم, فيما يمتد طريق المدينةالمنورة – ينبع الذي صمم حديثاً لمسافة تقارب 220 كلم، يتنقل عبره الحجاج والمعتمرون والزوار القادمون عبر البحر من ميناء ينبع التجاري. كما تم ربط مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدة طرق أخرى، تسهّل وصول الحجاج القادمين من جهة شرق المملكة, وتشمل الطريق الرابط بين المدينةالمنورة – الرياض مروراً بمنطقة القصيم بمسافة 800 كلم, ويسلكه الحجاج والمعتمرون القادمون براً عبر دول الخليج العربي. وتحيط بشبكة الطرق خلال مواسم الحج والعمرة خدمات جليلة، تلبي كافة الاحتياجات الأساسية للحاج والزائر، من خلال تكليف فرق ميدانية تتبع لعدة جهات حكومية, كأمانة منطقة المدينةالمنورة, وفرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد, بالوقوف على المحطات الواقعة على الطرق السريعة, لقياس مدى أهليتها وجودة خدماتها، ونظافة المساجد ودورات المياه والمرافق المخصصة لخدمة مرتادي المحطات, واتخاذ التدابير التي تكفل توفر الأغذية والمشروبات والوقود في محطات وقوف حافلات الحجاج, إضافة إلى ضمان توفر الإنارة الكافية لربط المحطات بالطرق السريعة التي تقع بمحاذاتها, فضلاً عن الجهود الحثيثة التي تقوم بها الجهات الأمنية كمديريات أمن الطرق, والمرور, والجوازات على مدار الساعة لتسهيل مرور حافلات الحجاج عبر نقاط الفرز الواقعة على منافذ المدينةالمنورة, وكذلك متابعة الطرق أمنياً بهدف حماية قوافل الحجيج وتسهيل انتقالهم إلى ديارهم بيسر وأمان. أن خدمات الطرق والنقل التي تشرف عليها وتتولى خدمات العناية بها وزارة النقل بالمملكة، لاتقتصر على الخدمات المرتبطة بالخطوط البرية السريعة, وتنفيذ مشروع قطار الحرمين السريع للركاب الذي يجري تنفيذه حالياً, إذ دأبت الوزارة خلال مواسم الحج كل عام، على متابعة كافة مشروعات الطرق في محيط المدينةالمنورة, بالإضافة إلى الطرق في مكةالمكرمة والمؤدية إليها, وفي منطقة المشاعر المقدسة بمنى وعرفات ومزدلفة, وتفقد إنارتها, وتوفير كافة احتياجاتها من وسائل وأعمال السلامة وفرق الصيانة, لضمان سير الحركة المرورية وانسيابيتها أثناء تنقل الحجيج بين المشاعر. ومن تلك الخدمات إعادة كشط وتعبيد بعض الطرق الفرعية, واستكمال تنفيذ بعض التقاطعات لتعزيز انسيابية وصول المركبات والحافلات, وتركيب حواجز خرسانية لتنظيم حركة الحافلات والمركبات خلال موسم الحج, وتركيب اللوحات الإلكترونية لتوجيه رسائل توعوية وإرشادية للحجاج, إضافة إلى تهيئة طرق المشاة لتنقلات الحجاج وتزويدها بأجهزة تهوية صممت بأحدث وسائل العناية والسلامة الآمنة, وذلك في سياق ما توفره حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله -, من جهود كبيرة وخدمات جليلة للعناية بحجاج بيت الله الحرام, وزوار المسجد النبوي الشريف, بما يمكنهم من أداء مناسك الحج والعمرة بكل راحة واطمئنان.