كان الشاعر يعيش لحظاته الحالمة على طرف ذلك النيل بكل تموجاته ومراكبه الغادية الرائحة .. فهزته الذكرى الى موقع صباه.. فنسى كل هذا الذي يجري امامه فراح مسجلا اشواقه معبراً عن التياعة بذلك البعد.. فامسك بيراعة وراح يخط على صفحات قلبه قبل بياض ورقه هذه المشاعر الفياضة المتدفقة حباً واخلاصاً وشوقاً الى المروتين.
أهيم بروحي على الرابيه وعند المطاف وفي المروتين وأهفو إلى ذكر غاليه لدى البيت والخيف والأخشبين فيهدر دمعي بآماقيه ويجري لظاه على الوجنتين ويصرخ شوقي بأعماقيه فأرسل من مقلتي دمعتين أهيم وعبر المدى معبد يعلق في بابه النيرين فإن طاف في جوفه مسهد وألقى على سجفه نظرتين تراءى له شفق مجهد يواري سنا الفجر في بردتين وليس له بالشجا مولد لمغترب غائر المقلتين أهيم وقلبي دقاته يطير اشتياقاً إلى المسجدين وصدري يضج بآهاته فيسري صداه على الضفتين على النيل يقضي سويعاته يناغي الوجوم بسمع وعين وخضر الروابي لأناته تردد من شجوه زفرتين أهيم وحولي كؤوس المنى تقطر في شفتي رشفتين فأحسب أني احتسبت الهنا لأسكب من عذبه غنوتين إذا بي أليف الجوى والضنى أصاول في غربتي شقوتين شقاء التياعي بخضر الربى وشقوة سهم رماني ببين أهيم وفي خاطري التائه رؤى بلد مشرق الجانبين يطوف خيالي بأنحائه ليقطع فيه ولو خطوتين أمرغ خدي ببطحائه وألمس منه الثرى باليدين وألقي الرحال بأفيائه وأطبع في أرضه قبلتين أهيم وللطير في غصنه نواح يزغرد في المسمعين فيشدو الفؤاد على لحنه ورجع الصدى يملأ الخافقين فتجري البوادر من مزنه وتبقي على طرفه عبرتين تعيد النشيد إلى أذنه حنيناً وشوقاً إلى المروتين