الوعي عبارة عن شعور يتولد من خلال ملاحظة السلوك المحيط بالفرد وبقدر إيجابية هذا المحيط تكون درجة الوعي الرشيد والعكس صحيح . وفي هذه الايام نشهد أحداثا مختلفة تتحكم درجة الوعي في ردود أفعالنا تجاهها . فكلما كنا أكثر وعيا كلما كانت استجابتنا أكثر إيجابية وعقلانية . فعلى الصعيد السياسي والأمني نجد أنه كلما زاد حسنا الوطني وزاد وعينا بالأحداث الجارية من حولنا ازدادت حاجتنا للتماسك ونبذ أسباب الفرقة والتنازع وكان همنا الأول حماية بلادنا والذود عنها وهذا بطبيعة الحال ينسحب على الاقتصاد وما تخلفه الأزمات من تبعات تثقل كاهل الاقتصاد الوطني الذي نحن شركاء أساسيون في الحفاظ عليه وترشيده وفق ما تقتضيه المرحلة . أحداث صحية تطل برأسها من هنا وهناك منها على سبيل المثال مرض كورونا وغيره من الأوبئة التي تحتاج الى تثقيف وتوعية تجنب الناس أي تصرف غير سليم في الجانب الصحي قد يؤدي إلى تفاقم المرض وانتشاره وبالتالي كلما زاد الوعي بكيفية التعامل مع الأمراض كلما أمكن مجابهتها والتقليل من مخاطرها. ما حدث بالأمس في مجمع أرامكو السكني يدعونا إلى التساؤل عن مدى وعي الناس بالتعامل السليم في حالات الحرائق لاسيما في المجمعات السكنية الضخمة ذات الأدوار المتعددة . ويمتد التساؤل ليشمل الفرد العادي في منزله وهل هو مزود بدرجة كافية من الوعي تجعله قادراً على التصرف بحكمة في مثل هذه الظروف . في هذه الأيام تشهد المملكة دورة جديدة من انتخابات المجالس البلدية وهي الأخرى مقياس مهم من مقاييس الوعي المجتمعي التي تتضح فيها بجلاء درجة الوعي في اختيار المرشحين وهل يتم الاختيار وفق مبدأ الأصلح الذي يتوسم المجتمع فيه قوة تفيد في تحسين الخدمة أم أن المسألة لا تعدو كونها اختياراً ينطلق من قيم الفزعة والنخوة والقرابة والمجاملة . وقبل هذا هل يعي المواطن أن صوته أمانة وأن تسجيل نفسه ضمن قيد الناخبين مطلب حضاري وأن صوته ثمين وله تأثير في تدعيم عجلة التنمية. وإجمالاً , فبمقدار ما نملك من وعي وتبصر تكون حياتنا أفضل وأكثر استقراراً وفي ذات الوقت تكون انطباعاتنا وردود أفعالنا أكثر إيجابية وتعقلاً حيال مختلف الأحداث. omarweb1@