يعتبر أحد الأسواق الكبرى في الجاهلية,كانت العرب تأتيه لمدة عشرين يوماَ,وقد سمي بهذا الاسم لأن العرب يجتمعون فيه فيتعاكظون أي يتفاخرون ويتناشدون. والمتابع للتاريخ عبر مسيرته الأدبية يجد أنه تجمع كبير للشعر والأدب,يقصده سكان الجزيرة العربية لإثراء خزينتهم الأدبية. وكأنه ذلك المهرجان الذي تستعرض فيه العرب جزالة اللغة وتمكن شعرائها,بإبراز كل ماهو جديد في مثل هذا المكان المخصص لتسويق الكلمة وعرضها لتتناقلها العقول قبل الألسن. وحتى لا نبخس حقائق التاريخ وصوره فهو سوق لجميع الاحتياجات المادية والأدبية. ولكن لبروز دور الأدب وانجذاب زائر السوق أولا بالأدب وتنوعه,بمظاهر المفاخرة والمنافرة,بل إنه ذكر أن حروب قامت بسبب منافرات قيلت في السوق مثل حرب الفجار. ومما لابد أن يذكر إذا ذكر هذا السوق هو طريقة عرض القصائد والأنواع والمظاهر المعينة للسوق عبر بوابة الشعر,لينتظره العرب سنة بعد سنة. وقد أتى زمن على هذا السوق ليندثر لفترة طويلة وليعاد في عصر الدولة السعودية بطريقة متجددة مع الاحتفاظ بطابع السوق القديم ومظاهر الاحتفال به,ليثبت ذلك أن الكلمة الأدبية الراقية مادة ثابتة لكل محفل راقي. أن الحديث عن سوق عكاظ ولياليه الأدبية الممزوجة بالطابع العربي واللغة الجزلة يجعلنا نتأكد أن هذا السوق الكبير من أبرز ماتميز به تاريخ الأدب الذي يعج بجهابذة العرب,ليعرضوا مالديهم من فن أدبي وشعر أو خطب ليجعلوا المتلقي مباشرة يحكم على تميزهم ويتناقل الرواة ماعلق بذاكرتهم من كلمة مميزة تبقى على مر العصور والزمان. عكاظ أثر باقي لجيل يريد أن يطرب بالكلمة.