لحظة فاق فيها الحلم من الغياب

فيها الهمس متأصل
والعزف متفرد
والأبجدية مذهلة
ارتقى فيها الحوار
فتدفقت شلالات الود
وانهمرت أمطار الروعة
وسكنت الدهشة كل اللحظات
وفاق الحلم من الغياب
وعاد للثواني الإشراق
وأورفت الدقائق بهديل النبض
فأشعلت في المساحات شموع الأنس
ورسمت في الزوايا كل فرح
فانتشت البلابل وصدحت بأجمل إحساس
أنار مدن الغربة التي استوطنها الصمت
تلاقى الاثنان في حوار ودي أزهر بالحقائق
ونثر العبير في كل المسارات
معه تدفقت كل أمواج الحياة
واكتسى كل الاتجاهات النور
وتعطرت الساعات بأريج البهجة
فعانق الأنس الوقت
وابتهجت صحاري العمر
انطلقا في رحلة نابضة
فيها اللغة إحساسا متفردا
والفيض عارم
والنداءات تصدح بالحقيقة دون زيف
رسم في الحدائق سرورا
وفي الأزقة ألقاً
وفي المنارات بهاءً
وفي الحقول ورداً
وفي الموانئ مطراً
وفي المرافئ عشقا
وفي الاتجاهات صهيلا
وفي الوقت تمردا وجنونا
ليشكل نبضا مختلفا
فيه التوهج ضياء
والحوار لغة
والاستمرار أمنية
والعطاء أبجدية
والهمس روحا
تبعثر كل دياجير الصمت المحرقة
وتبعث في النفس كل نشوة
لتزهر وتزهر دقائق العمر
ويستوطن في المدن الأمل
وتبهر النداءات
وتمطر الحدود
فتصبح كل المسارات ربيعا
يشعل قناديل الحياة
سيف المرواني
عازف شجن
السعودية