تستقبل جادة سوق عكاظ في نسخته التاسعة (1436ه 2015م) زوارها ب 16 معرضاً متنوعاً ومتخصصا تشرف عليها جهات حكومية عدة، فضلا عن الأجنحة المخصصة لما يزيد عن 200 مشارك من الحرفيين والحرفيات والأسر المنتجة. وأعتبر المدير التنفيذي لسوق عكاظ الدكتور راشد الغامدي أن هذه الأنشطة والبرامج تتسق مع رؤية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة والمتمثلة في أن يكون سوق عكاظ لبنة أساسية في تنفيذ الخطة العشرية وإستراتيجية تطوير منطقة مكةالمكرمة، والمرتكزة على بناء الإنسان وتنمية المكان، وصولاً إلى تحقيق الهدف المنشود ببلوغ المنطقة وإنسانها مكانتهما المستحقة، في جميع مجالات التنمية البشرية والعمرانية والاقتصادية. مشيرا إلى أن سوق عكاظ لا يسعى فقط إلى أن يكون واحداً من أبرز المناسبات الثقافية والأدبية والتراثية السعودية، بل يتطلع إلى الأفقين العربي والعالمي، كما يسعى إلى التعبير الجلي عن التطور الذي تشهده المملكة في هذه المرحلة في الجوانب الاقتصادية والتجارية والصناعية والثقافية. وأوضح الغامدي أن جادة عكاظ وهي العنصر الرئيسي في برامج سوق عكاظ ستشهد في هذا العام تنظيم سلسلة من المعارض المتخصصة، للتعريف بمساهمات الوزارات والهيئات والقطاعات الحكومية المشاركة في مجالات الثقافة والعلوم والمعرفة، والتواصل مع الجمهور الراغب في التعرف على طبيعة أعمال تلك الجهات وإنجازاتها. وبين الدكتور الغامدي أن الوزارات والهيئات والقطاعات الحكومية المشاركة في معارض سوق عكاظ تشمل وزارات وهيئات حكومية، وهي: معرض الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، معرض الأعمال الفائزة بجوائز سوق عكاظ في الخط العربي والتصوير الضوئي ولوحة وقصيدة، معرض وزارة الثقافة والإعلام، معرض عكاظ المستقبل، معرض دارة الملك عبد العزيز ، معرض مكتبة الملك عبد العزيز، معرض مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، معرض أمانة محافظة الطائف، معرض مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، معرض جمعية الثقافة والفنون، معرض سوق عكاظ، عرض هيئة تطوير مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، معرض المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، معرض أمانة محافظة جدة، معرض الهيئة السعودية للحياة الفطرية، ومعرض مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع. الحرفيون والحرفيات: وبالعودة إلى أنشطة وبرامج جادة سوق عكاظ، أوضح المدير التنفيذي لسوق عكاظ الدكتور راشد الغامدي أن عدد الحرفيين والحرفيات والأسر المنتجة والمزارعين المشاركين في أنشطة جادة سوق عكاظ هذا العام يتجاوز 200 حرفيً وحرفية من داخل المملكة وخارجها خارج المملكة، وخصص للمشاركين 160 محلاً لعرض منتجاتهم المتنوعة وتسويقها على الزوار. ويتنافس الحرفيون المشاركون على نيل جائزة سوق عكاظ للإبداع الحرفي المعنية بتكريم المبدعين في مجال الابتكار في الحرف والصناعات اليدوية والشعبية في المملكة، وتسعى إلى لفت انتباه الحرفييّن للمحافظة على هذا الموروث الوطني، واستمرار العطاء والإبداع للصناعة اليدوية. وذكر الدكتور الغامدي أن برنامج جادة سيتيح للحرفيين المشاركين تقديم أشكال متنوعة من الحرف اليدوية القديمة وتسويقها على الزوار، مثل صناعة الأبواب والنوافذ والرواشين ونقشها، وصناعة مقابض الأدوات الزراعية، والأواني المنزلية وأنواع من الأثاث، وتشكيل الفخار من الطين وصناعة الأزيار والدوارق والمشارب والأواني الفخارية، والخرازة، والنحاسة، والخياطة، والصباغة، والحدادة، وصياغة الذهب والمجوهرات، مشيرا إلى أن جادة عكاظ تشهد أيضاً مشاركة سيدات حرفيات بتقديم مجموعة متنوعة الحرف النسائية المنزلية القديمة، مثل: الحياكة، وغزل الصوف، وصناعات السلال والحصير والقفاف، وصناعة الأجبان المحلية والإقط، واستخلاص السمن البلدي والقشطة من حليب الماشية. جائزة الحرف اليدوية: وفيما يتعلق بجائزة الحرف اليدوية، أوضح المشرف العام على البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية "بارع" الدكتور جاسر الحربش، أن سوق عكاظ يقدم نحو 70 فائزا سنوياً من الحرفيات والحرفيين، يحصل الفائز بالمركز الأول على جائزة مالية قدرها 50 ألف ريال، والفائز بالمركز الثاني 40 ألف ريال، أما الفائز بالمركز الثالث تبلغ 30 ألف ريال، في حين تبلغ جائز الفائزة بالمركز الرابع سيحصل على 20 ألف ريال، لافتا إلى وجود 6 جوائز أخرى بقيمة 10 آلاف ريال للفائزين من المركز الخامس إلى العاشر، و 60 جائزة بقيمة 5 آلاف ريال للفائزين من المركز ال 11 إلى الفائز رقم 70، مشيراً إلى أن العام الماضي شهد سيطرت الحرفيات السعوديات على المراكز العشرة الأولى. وبين الحربش أن معايير جائزة سوق عكاظ للابتكار والابداعي الحرفي ترتكز على التفوق والتميز، التصميم والابتكار بالمنتج، والدقة في العمل، وأن يكون المنتج الحرفي له علاقة بإحدى مجالات الجائزة، وأن تعتمد صناعة المنتج الحرفي على الخامات البيئية المحلية، إضافة إلى أن ترتبط صناعة المنتج بأصالة تراث المملكة، والقدرة على صناعة المنتج الحرفي أمام الجمهور مع القدرة على التعريف بصناعة المنتج الحرفي، وأيضا القدرة على صناعة كميات متماثلة من المنتج يوميا، إلى جانب أن يتميز المنتج الحرفي بخاصية الجذب من حيث الألوان، الأشكال، والحجم، وأن يتوافق المنتج الحرفي مع طلب المشترين في الأسواق المعاصرة. وأفاد المشرف العام على البرنامج أن موعد التحكيم وفحص الأعمال المتقدمة للجائزة أثناء فترة سوق عكاظ، فيما ستعلن أسماء الفائزين في حفل رسمي لتوزيع الجوائز احتفاء بالفائزين حسب برنامج السوق، مشيرا إلى أنه يتم تشكيل لجنة تحكيم مؤلفة من خبراء محليين ودوليين لديهم خبرات فنية وإدارية في مجال الحرف والصناعات اليدوية تعمل على تقييم أعمال الحرفيين والحرفيات والمميزات الخاصة بها، مفيداً أنه تقدم عبر الموقع الإلكتروني للجائزة 468 متقدما في هذا العام، تم اختيار 98 حرفي وحرفية للمرحلة النهائية. وذكر المشرف العام على برنامج (بارع) أن جائزة سوق عكاظ للابتكار والابداعي الحرفي تهدف بالدرجة الأولى إلى تطوير المنتج الحرفي بما يعكس مهارة وإبداع الحرفي وتنمية مواهبه وتشجيعه على التعريف والتسويق لمنتجاته، كذلك لتشجيع الحرفيين والحرفيات وخلق فرص للتعاون والتبادل فيما بينهم بما يؤدي إلى تعرفهم عن قرب وتبادل الخبرات، مؤكداً أن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني تبذل جهوداً كبيرة لدعم الحرفيين مع تأهيل الأسر العاملة في الحرف والمنتجات الشعبية، ومن ثم إشراكهم في المهرجانات الوطنية والسياحية، للاستفادة منها في زيادة دخلهم المادي، للمحافظة على تلك الحرف من الاندثار في ظل التنمية الحضارية المتسارعة التي تشهدها المملكة. ولفت المشرف العام إلى أن جائزة سوق عكاظ للابتكار والابداعي الحرفي ارتفعت قيمتها من 320ألف ريال إلى 500 ألف ريال بتوجيه من سمو رئيس الهيئة رئيس اللجنة الاشرافية لبرنامج بارع، ما يعكس أهمية الحرف اليدوية الإقبال الكبير الذي شهده هذا الجانب خلال السنوات الست الماضية، ولما يمثله قطاع الحرف اليدوية من أهمية اقتصادية كونه يفتح أفقا أرحب في مجالات التوظيف و ينمي الدخل المادي لشريحة عريضة من المعنيين بالجانب الحرفي والعاملين فيه. بارع والحرفيون: تبذل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ممثلة ببرنامج بارع تبذل جهوداً كبيرة لدعم الحرفيين مع تأهيل الأسر العاملة في الحرف والمنتجات الشعبية، ومن ثم إشراكهم في المهرجانات الوطنية والسياحية، للاستفادة منها في زيادة دخلهم المادي، للمحافظة على تلك الحرف من الاندثار في ظل التنمية الحضارية المتسارعة التي تشهدها المملكة،ويقول الدكتور جاسر الحربش(أسهمت جهود الهيئة أيضاً في هذا المجال إلى تقليص أعداد الفقراء في مناطق المملكة، بعدما أنهت تدريب مئات المواطنين على عدد مزاولة مجموعة من الحرف اليدوية، وتعاونت مع الأمانات والبلديات لإقامة أسواق حرفية لهم، فضلا عن إلى إشراكهم في المهرجانات والفعاليات السياحية، لتصبح مصدر رزق للعديد من المواطنين بمختلف فئاتهم ومؤهلاتهم، في مختلف مناطق المملكة). وتولي الهيئة اهتماماً كبيراً بإحياء الحرف اليدوية والصناعات التقليدية والمحافظة عليها من الاندثار، باعتبارها نمطاً اقتصادياً عالي القيمة، إلى جانب كونها أحد المقاصد السياحية اللافتة في مختلف الثقافات. وتؤمن الهيئة أن الحرف والصناعات التقليدية تشكل ثراءً كبيراً في المملكة تبعاً للتنوع الجغرافي والثقافي فيها، إذ تم رصد أكثر من 9 آلاف حرفي يعملون في نحو 44 مجموعة من الصناعات الحرفية، وهو الأمر الذي دفع بالهيئة إلى إطلاق المشروع الوطني لتنمية وتطوير الحرف والصناعات اليدوية المعروف ب (بارع)، الذي يتولى مهمة إنعاش الحرف والصناعات والنهوض بالقطاع الذي تمثله، وحقق عدداً من الإنجازات تبعاً لقيمة هذا المشروع، ومن بينها إقرار الإستراتيجية الوطنية لتنمية الحرف والصناعات، كما يتم تهيئة مقرات دائمة لمزاولتها، وتهيئة مراكز للأسر المنتجة فيها، بالإضافة إلى تنظيم دورات تطويرية في هذا القطاع. مع تطوير مسارات الاستثمار والابتكار في الحرف والصناعات اليدوية.