كانت المناسبات الإسلامية بيئة خَصبة للشعراء،وكان العرب يولونها إهتماما جمّاً في قصائدهم،فذلك ابن الرومي يقول في وصف هلال العيد: ولما انقضى شهر الصيام بفضله تجلَّى هلالُ العيدِ من جانبِ الغربِ كحاجبِ شيخٍ شابَ من طُولِ عُمْرِه يشيرُ لنا بالرمز للأكْلِ والشُّرْبِ وقد كتب شعراء كُثر عن العيد وفرحته ووصفه واستشعاره كعبادة للمسلمين،وكعادة سنوية جديرة بالاهتمام،وقد كتب المتنبي يوماً الى سيف الدولة قائلاً: الصَّوْمُ والفِطْرُ والأعيادُ والعُصُر منيرةٌ بكَ حتى الشمسُ والقمرُ وأما شعراء ساحتنا الشعبية فإن هناك مايشغلهم عن هذه الشعيرة والكتابة عنها،فبعضهم منشغل في شعره بتحليل الذرة ودراسة نظرية (داروين)وتأثيرها على عروض الشعر،وبعضهم كرّس حياته الشعرية في الكتابة عن علم الأفلاك والاجرام السماوية والمسافات الشمسية للوصول الى معادلة رياضية دقيقة يقوم بناءا عليها بصناعة مركبة فضائية من خلال الشعر،وبعضهم وهو أكثرهم عبقرية فقد يفني عمره في الكتابة عن التفاضل والتكامل بين الجماعات والأشخاص وليس في علم الرياضيات،ولذلك من النادر جداً ان تجدهم يتجهون للكتابة عن هذه الشعائر،لان هنالك ماهو اهم دائماً،فليت شعري ان تضج الساحة بالروائع التي تتغنى بهذه المناسبات الاسلامية التي وهبها الله لنا ،وليت شعري ان نستشعر مدى أهمية ذلك في كل جوانب حياتنا حتى في الشعر نفسه،وكأن لسان حالنا رغم فارق الرغد والحياة الكريمة يقول ماقاله المعتمد بن عُباد: فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا وكان عيدك باللّذات معمورا وكنت تحسب أن العيد مسعدةٌ فساءك العيد في أغمات مأسورا