فرض الله الصلاة على عباده ولم يعذرهم منها حتى في حالة المرض والسفر والمطر كصلة دائمة بين العبد وربه . وهي الفرع الأول من فروع الدين والركن الثاني من أركان الإسلام ، وأول ما أوجبه الله من العبادات ، وأول ما يحاسب به العبد يوم القيامة . فرضت على الرسول عليه السلام في السماء ليلة المعراج لأهميتها العظيمة. وصلاة الجماعة كما يعلم الجميع أفضل من صلاة الفرد في بيته ،لأنها تعطي بعدا للمحبة والألفة والتضامن بين المسلمين ، وتعودهم على روح الجماعة . حيث تتطلب الاستواء والاعتدال . وكان نبي الأمه صلى الله عليه وسلم يسوي الصفوف قبل الصلاة ليتعود المسلمون على النظام والتنظيم ، وأوجب متابعة الإمام في القيام والركوع والسجود والجلوس . لكن ما يلاحظ أن بعض المصلين كأنما يصلون بمفردهم وهم خلف الإمام ! فتراهم يطيلون الركوع والسجود ، حيث يسجد المصلون والواحد منهم باق في وضع الركوع مثلا أو يجلسون وهو في حالة السجود أو يسلمون وهو لا يزال في جلسة التشهد ، دون أن يعلم أولئك أن ذلك من الأخطاء التي يجب عدم الوقوع فيها.. لتأثيرها على بقية المصلين ! فليس ذلك من الخشوع والصحيح متابعة الإمام ، فقد جعل الإمام ليؤتم به كما جاء في الحديث الشريف . أما طريقة الإطالة المنفردة فهي مخالفة يجب توعيتهم لاجتنابها لا سيما وأننا نشاهد هذا المظهر في كثير من المساجد . الأمر الآخر يتعلق بحرص بعض من يصلون على الكراسي بأن يكونوا خلف الإمام مباشرة . وهذا غير مناسب كذلك فلو لم يتمكن الإمام من إتمام الصلاة فلن يستطيع أحدهم أن يتقدم لإكمال الصلاة مما يتسبب في خروج آخر من طرف الصف أو قطع الصلاة ، وهو ما يحسن التنبيه عليه . فوجودهم في طرف الصف أوجب ليتحقق للقائمين الاستواء والتراص لأن المصلين على الكراسي البلاستيكية الكبيرة يكونون متقدمين عن الصف خاصة إذا كان هناك سواند خلفية فلا يتم بسببها الاعتدال . ولأن الأجر من الله عز وجل لا ينحصر على المكان بل بما يتحقق به الخشوع ، فالأولى عدم المزاحمة بالكراسي خلف الإمام . سائلين الله أن يتقبل منا ومن جميع المسلمين الصلاة والصيام وصالح الأعمال.