هل تعلم أن (مبادئ الرأسمالية الاورثوذكسية) تطورت مع تقدم النظريات الماركسية؟ كردة فعل مساوية في القوة معاكسة في الاتجاه الذي سلكته الأنظمة الاشتراكية اقتصادياً! خصوصاً بعد دخول (الألوية الحمراء) برلينالشرقية ووقوفها المهيب على مشارف ومداخل الدول الأوروبية ودعوتهم للانضمام للاتحاد السوفيتي بالترغيب والترهيب. ولكن بعد هزيمة الاشتراكية .. وفشل النظام الاقتصادي الماركسي .. لم تعد حاجة للرأسمالية السلفية! فالأنظمة الاقتصادية الغربية الحالية .. تمنع و تُجّرم (الرأسمالية البحتة ونظريات السوق الحرة) وتمنع الاتجار بالأراضي و (سياسة الإغراق والبيع تحت هامش الربح لتدمير المنافسين) اضف لذلك قوانين ال (اوليي غوبولي) Oligopoly legislations ، التي تهدف لمنع توغل الهوامير عن طريق فرض (شرائح ضريبية) على مدخولاتهم وعلى بونصات وحوافز مدراء الشركات والرؤساء التنفيذيين الخ .. تهدف تلك القوانين والرسوم الضريبية الى (منع الشركات من التوسع البوهيمي والاستحواذ علي مختلف القطاعات الاقتصادية في البلد) بالإضافة الى تقليص نفوذ (هوامير الرأسمالية) الذين اسسوا وصنعوا (أمريكا) قديماً من امثال راكافيلر اكبر مالكي حقول النفط في التاريخ! و جي بي مورغن و كارنيجي الخ… المحسوبين على الماسونية التي تم الرمز لها في العملة الامريكية بالهرم الفرعوني ذو القمة المنفصلة! اي إنفصال (طبقة الهوامير التي تدير السياسة والاقتصاد) عن باقي فئات المجتمع، وحكمها للمجتمع عن طريق عين الآله حورس التي لا تنام كما يتوهمون (انظر قمة الهرم المنفصل والعين الفرعونية في العملة الامريكية). لذلك يعتقد الكثير من الدارسين .. َأنّ أحد أهم أسباب سقوط الأنظمة في التاريخ الحديث يرجع لمحاباة (الأنظمة الحاكمة) لرجال الأعمال الذي اكثروا فيها الفساد! فالثورة الفرنسية والمصرية والبرتقالية (اي الاوكرانية) لم تقم نتيجة الإستبداد السياسي كما يعتقد المحللون! وإنما جائت كرّدة فعل على (توغل رجال الاعمال في الاقتصاد الوطني) بعد أن سمحت لهم السلطة بالفساد عن طريق الامتناع عن فرض (قوانين وتشريعات وضرائب تمنع توغلهم) فأغلقوا على المواطنيين كل السُبل إما بالاحتكارات أو الإستحواذات حتى كرههم الناس وحسدوهم! فدعوا عليهم بالثبور بعد أن حفروا لهم القبور! وصدق من قال (نصف قبوركم من عيونكم) بالمعنى الحرفي للكلمة. درجة الدكتوراه، الجامعة الأوروبية الكنفدرالية السويسرية.