التطوير لابد أن يحدث في كل شيء، طالما وجد الإنسان هذا المخلوق الذي يحمل جهاز حاسوب عالي الإمكانيات ويتعامل مع بشر مثله يستطيع أن يشاهد تطورهم فيعمل على تطوير نفسه وهكذا يتعلم الناس من بعضهم البعض ويطورون المخرجات باستمرار فيتطور الحال. العالم يتكون من دول يقودها ساسة لديهم أدوات للإدارة اقتصادية، اجتماعية، عسكرية، إعلامية ..ألخ هذه الأدوات تطورت بشكل يجعل من لا يواكبها يكتشف بعد ضياع الوقت والموارد حقيقة مرة مؤثرة، لهذا يتحتم على دول المنطقة مراجعة أدوات اللعبة وتطويرها لكي يتطور الأداء وبالتالي يتطور اللاعبين فتتحسن المخرجات التي تجعل النتائج مفيدة وفعالة. العالم يعيش على لعبة السياسة التي تعتمد على مدى فاعلية الأدوات ولهذا أصبحت هنالك دول قوية وأخرى ضعيفة ومن هنا خرج مجلس الأمن وصنع حق الفيتو ليستخدمه الكبار كيفما يشاؤون، ومن لم يحالفه الحظ في الدخول لنادي الأقوياء عمل بعضهم للإلتحاق من خلال التطوير وقد يصل إذا ما تطورت أساليب اللعبة (Tactics) لكسب إحترام الأقوياء، هنالك من استطاع أن يطور هذا الجانب حتى في ظل عدم توفر أغلب الموارد الإقتصادية الهامة. نحن في زمن الملك سلمان الحكيم الذي فتح باب التطوير الفعال من مؤسسة الحكم، قد لا نستطيع التخطيط للدخول قريباً ضمن جوقة مجلس الأمن وهذا حال أغلب الدول حتى الكبرى، ولكننا قطعاً نستطيع تطوير الجانب (التكتيكي) في التعاطي مع مختلف الملفات، يحدث هذا بمراجعة الطريقة القديمة وتطويرها من خلال تغيرها أو تعديلها لتواكب اساليب اللعبة السياسية العالمية باحترافية لا تعرف غير مصلحة الوطن في تعاطيها المرن بحزم. هنالك أكثر من منطقة تحتاج لتطوير، فعلى سبيل المثال نحتاج إلى طريقة تعاطي جديدة عند الدعم الاقتصادي أو السياسي بحيث يتحقق منهما مكاسب وطنية، لأن العالم لا يعترف بالمجاملة ولا يقدرها بل ينكرها وبكل بجاحة كما نكرها على عبد الله صالح، نريد تطوير في الاستراتيجيات يتخلى عن الأساليب التي تتسم بعضها بالعاطفة العربية المستغلة من شقيق و صديق لا تجده وقت الضيق بل قد يفاجئك بتهربه وتلونه وقد يعاديك بدعم من يعاديك سراً أو علانية. مع كل التقدير والالتزام بالأخلاق الإسلامية والقيم العربية إلا أن عالم اليوم والظروف المحيطة التي أسقطت الأقنعة إقليمياً ودولياً تتطلب تغير أسلوب التعامل ليكون مشروطا بمصلحة الوطن ومن خلال اتفاقيات مكتوية ومضمونة لأنه وكما يقول الأخوة المصريين " اللي اختشوا ماتو" ولهذا لا غرابة في العمل على تحويل عدو الأمس ليصبح صديق اليوم طالما يتحقق للوطن مبتغاه. عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا