لفترة طويلة من الزمن كان هناك خطاب يكاد أن يكون موحداً لدعاة العرب والمسلمين يقول: إن أعداء الإسلام من الخارج يريدون القضاء عليهم ومحاربة عقيدتهم!! لكن من الذي هزم الآخر.. وراهن على ثقافته ووعيه.وصولاً إلى الهدف من خلال اشغاله ببعضه. وقلب الطاولة دون خسائر. واثبت للعالم نقل المعركة إلى الداخل بما في ذلك حملات المنابر؟. هنا تتضح صورة التغيير في تطبيق الممارسة. وذلك بعد أن استطاع أعداء الأمس اختراق عقول أولئك الذين كانوا أكثر بعداً عن الوعي.. وعن مفاهيم العقيدة والسياسة واخلاقيات الإنسان. فكان لاستراتيجية استهداف القصور في هذه المنظومة نجاحاً مشجعاً لاستمرار العمل بوتيرة المنهج. وهو ما أدى إلى تغيير لغة المنابر لكثير من الدعاة إلى النيل من مؤسساتها السياسية والدينية. وتبني خطابات فكرية متناقضة المخرجات والمرجعيات الدينية للمذهب الواحد. ثم يتصاعد الأمر إلى حرب مذاهب.. وتشكيل جماعات في خلطة متعددة الأطراف والاتجاهات داخل هذه المذاهب والمعتقدات. ليكون حمل السلاح والاقتتال مشروعاً في مشهده العلني. بعد أن كانت الأعمال الإرهابية التمهيدية هي الانطلاقة الأولى لتجسيد المخرجات من منابر دعاة الفتن الذين تمترسوا خلف المؤامرات الخارجية لتغذية من تم استخدامهم بالولاءات الغبية. المدعومة بالجهل في جانبيه من الناحية العمرية والثقافة الدينية. إضافة إلى استغلال الظروف الاجتماعية لشرائح اجتماعية تم استدراجها إلى أتون الكارثة في الانحراف وتنفيذ جرائم خارج المبادئ. وبالتالي تكون ملفات الاتهامات التاريخية ضد أعداء الإسلام قد فرضت تحولاً رهيباً ومعاكساً إلى حروب بينية داخل المجتمعات الإسلامية. مع استقطاب عناصر من خارج المنظومة لتكون شهوداً على الممارسة بعد الخروج من الجوقة الإرهابية مستقبلاً. وتنقل صوراً مؤلمة عن الإسلام لدى مجتمعاتها!!. على أن التطور الكبير في محاربة الإسلام من الداخل هو الوصول إلى تفجير المساجد وقتل وجرح المصلين. وذلك في أسلوب إرهابي بدأ من العراق وصولاً إلى شرق المملكة. مروراً باليمن. وهو ما يعيد إلى الاذهان تدمير مسجد بابري في الهند عام 1992م والذي أعلنت منظمة هندوسية متطرفة مسؤوليتها عن الجريمة. ولنا أن نقف أمام المقارنة اليوم من أن تقوم منظمات تدعي الإسلام بنفس الجريمة والصورة أكثر بشاعة. وبدعم لوجستي من أطراف خارجية أيضاً في المنطقة لها استراتيجياتها المؤجلة بعد استثمار تفتيت الخارطة السياسية والجغرافية من خلال الحروب الطائفية. وهو نفس المنهج لأعداء الإسلام الذين يأملون في تحقيق نتيجتين بعد الثالثة وهي تفكيك دول المنطقة.ونفوذ طرف واحد يتم التعامل معه فقط وهو إيران التي لن تنجح في أي دور إسلامي استطاع المتآمرون تشويه صورته من داخل المجتمعات الإسلامية نفسها بما في ذلك طهران التي ستجد أنها مجبرة على التخلي عن أي شعار ديني مقابل رخصة النفوذ من شركاء استراتيجية مصادرة الإسلام!!. إنها قصة شعارات الحروب المرتدة ضد المسلمين إلى أنفسهم وعقيدتهم.لتكون بأيديهم لا بأيدي الكفار في صورتها التنفيذية. ونتائجها المأساوية!!.